إثبات أسماء الله الحسنى
أسماء الله وصفاته توقيفية، فثبت لله عز وجل من الأسماء و الصفات ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، وننفي عن الله من الأسماء والصفات ما نفاه عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.
فلا نتجاوز القرآن و الحديث، ولا نقول على الله بلا علم، ولا نعمل إلا بما أنزل الله، ولا نقول على الله غير الحق:
" وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
(النحل/116-117).
وأسماء الله وصفاته وأفعاله الواردة في القرآن والسنة نؤمن بها كلها، ونعبده بموجبها.
وأسماء ربنا أحسن الأسماء، وصفات ربنا أحسن الصفات، وصفات ربنا أوسع من أسمائه، وأفعاله أوسع من أسمائه وصفاته، وأسماؤه وصفاته وأفعاله كلها دالة على ذاته وجلاله وجماله.
فكل اسم من أسماء الله الحسنى نشتق منه صفه له ، فالله سمى نفسه ( الخالق، الرزاق، المصور) ووصف نفسه بأنه يخلق ويرزق ويصور.
وليس كل صفه يؤخذ منها اسم الله عز وجل، فالله وصف نفسه أنه (يرسل وينزل ويكشف ويقلب ويشاء ويريد) ولا يسمى (بالمرسل والمنزل والكاشف والمقلب والشائي والمريد) لأنه لم يسم نفسه وإنما وصف نفسه، فنصفه بذلك، ولا نسميه به.
وليس كل فعل يؤخذ منه صفة لله، فالله أخبر أنه ( يمكر ويكيد ويخدع وينسى ويفتن) ونحو ذلك، فلا يوصف الله بذلك إلا مقروناً بسببه، ولا يسمى به كذلك فلا يقال ( الماكر والفاتن)، بل يقال يمكر الله بمن مكر بأوليائه، و يكيد من كاد أوليائه، ويخدع من يخادعه
" يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ "
(النساء/142)
وينسى من نسيه
" نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ"
(التوبة/67)
، ويزيغ من زاغ عن الحق
" فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ "
(الصف/5) .
وهكذا في باقي الأفعال المماثلة لا يوصف الله بها إلا مقروناً بسببه.
"فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ "
(محمد/19).