حب الله لعباده
جعل الله سبحانه وتعالى الحب هو أساس العلاقة بينه وبين عباده فهو الذي خلقهم وسخر لهم ما في هذا الكون ليعينهم على عبادته وحده لا شريك له، قال تعالى:" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين"، محبة الله سبحانه وتعالى تكون بعبادته جل في علاه وإتباع أوامره والبعد عن ما نهى عنه من المحرمات وهي أصل من أصول الإيمان بالله تبارك وتعالى والتوحيد، قال تعالى:" والذين آمنوا أشد حبا لله" ، المدهش أن بعض الناس يزعمون حبهم لله سبحانه وتعالي في حين لو نظرنا إلى أعمالهم لتعجبنا من ذلك فنجده لا يصلى ولا يؤدي ما أمرنا الله به من العبادات والفرائض ، أما دلائل حب الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين فهي كثيرة .
دلائل حب الله لعباده
- من دلائل حب الله تعالى لعباده تكريمه لهم أن خلقهم بيده سبحانه وتعالى : قال تعالى: "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين"(ص:75)، وخلقه للإنسان في أحسن صوره وتبارك الله الخالق أحسن الخالقين، قال تعالى {الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم"(غافر:64) وجعل الملائكة تسجد له تكريما وتشريفا فقال تعالى:"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من "(البقرة:34).
- كذلك من دلائل حب لعباده أن أنعم عليهم بما لا يعد ولا يحصى من النعم والعطايا التي ينبغي على المسلم أن يشكر الله على ما وهبه من النعم الكثيرة، قال تعالى :" الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار* وسخر لكم الشمس والقمر دآئبين وسخر لكم الليل والنهار* وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار"(إبراهيم:32-34).
- أن الله سبحانه وتعالى يهدى عباده دين الحق والطريق المستقيم، قال تعالى: قال تعالى: "قل هل من شركآئكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون" (يونس:35).
- من علامات حب الله لعباده عدم تعجيل عقوبة من يرتكب المعاصي والذنوب وحثهم على التوبة وهو الغفور الرحيم الذي يغفر لهم جميع الذنوب غير الإشراك به تبارك وتعالى:" تعالى" وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا" (الكهف:58).
- عندما يحب الله سبحانه وتعالى العبد جعله محبوبا وحبب فيه عباده ، فعن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه. قال: فيبغضونه. ثم يوضع له البغضاء في الأرض" رواه مسلم.