عوائق القرب من الله

عوائق القرب من الله


الشيخ محمد مختار الشنقيطي

هناك ثلاثة عوائق تمنعك من القرب من الله أولها: الشهوة التي تحول بينك وبين القرب من الله. ثانيها: سوء الظن بالله. ثالثها: الشيطان

هناك ثلاثة عوائق تمنعك من القرب من الله:

أولها: الشهوة التي تحول بينك وبين القرب من الله.

ثانيها: سوء الظن بالله. 

ثالثها: الشيطان الذي أخذ على نفسه العهد أن يبعدك من الله عز وجل.

الأمر الأول :  الشهوة: فهي لذة ساعة وألم دهر.. شهوة اللهو واللعب الذي وصف الله عز وجل به هذه الحياة الدنيا أنها لهو ولعب، ولكن كم من أجساد لهت ولعبت وهي الآن تتقلب في عذاب القبور وكم من أجساد لهت ولعبت ترى الآن الضنك في ضيق القبور! وكم من أناس الآن تضيق عليهم اللحود، هؤلاء يتمنون لحظة واحدة من ذكر الله وطاعته.

لن تعرف قيمة هذه الحياة ولا حقيقة هذه الشهوة التي دعت إلى معصية الله، إلا إذا جاء وقت فراق هذه الحياة، ولن تجد ندماً أصدق من ندم الإنسان إذا ودع هذه الحياة، وسيعرف الإنسان حقيقة الشهوة التي هي أول العوائق إذا فارق الحياة، وبمجرد أن تأتي لحظة الفراق تبكي بكاء الندم، ويقول الإنسان -ولو كان صالحاً-:

رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [المؤمنون:99-100]

  يتمنى -ولو كان صالحاً- أن يرجع؛ لكي يزيد من صحيفة العمل، ولا يغتر الإنسان ويقول: إن هذه الساعة بعيدة؛ لأنه شباب، فكم من حوادث أخذت أناساً في عز الشباب وزهرته، وشدة النشوة واكتمال العمر، ولذلك ينبغي للإنسان أن يعرف حقيقة هذه الشهوة، والله عز وجل لم يحرمنا من الشهوة، ولا منعنا من اللذة، بل جعل للشهوة موضعاً ومكاناً معيناً، أميناً سليماً نقياً، ولا يأذن لك أن تضع الشهوة في غير هذا المكان.

أما الأمر الثاني من العوائق فهو: سوء الظن بالله، وبعض الناس إذا قلت له: أقبل على الله! يقول لك: يا أخي! لماذا تضيق عليّ؟! دعني أتمتع بالحياة! دعني أسهر وأتمتع بسهري، وأذهب وآتي وأتمتع بذهابي دون قيود أو حدود! يحس أن الحياة الضنكة والأليمة إذا اقترب من الله!! فوالله ثم والله! أنه لا أطيب من القرب من الله! ومن أراد أن يجدد لذة القرب من الله فليزدد من طاعة الله عز وجل، وليزدد من الصالحات، وليزدد من الأعمال التي تحبب إلى الله عز وجل، وتدعوه إلى مرضاته؛ حتى يحس ساعتها بلذة العبودية لله تبارك وتعالى.

 

أما الأمر الثالث الذي يعيق الإنسان عن طاعة الله ومحبته فهو: الشيطان الرجيم، وهذا الشيطان على نوعين: شيطان إنس، وشيطان جن، فمن أراد القرب من الله عز وجل فعليه أن يفر من شياطين الإنس وشياطين الجن، أما شياطين الإنس فهم الذين يزهدون في طاعة الله، وييئسون الإنسان ويقنطونه من رحمة الله، فينبغي للإنسان ألا يصغي إليهم، وليعلم أن الصديق الصادق في محبته ومودته وخلته، هو الذي يهدي إليه عيوبه، ويدعوه إلى محبة ربه وذل العبودية لخالقه.

  

وأما شيطان الجن فهي الوساوس التي يقذفها في قلب الإنسان، ويقول له: انتظر فلا زال في العمر بقية، ولا تعجل، وتمتع بهذه الحياة، تمتع بالشهوات فيها، واسهر ما شئت من الليالي، وافعل ما شئت من لذات هذه الحياة، فإن الحياة طويلة، ولا يزال يمنيه ويسليه حتى يسلمه إلى عاقبة الردى، نسأل الله جل وعلا أن يعصمنا وإياكم من ذلك.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ عوائق القرب من الله

  • رابعا: أهل الليل هم أهل القرب

    زكريا بن طه شحادة

    وأهل الليل هم أهل القرب من الله تعالى، فإذا كان القرب؛ كانت  المحبة والكرامة والحظوة، فعن عمرو بن عبسة رضي

    23/04/2024 272
  • ما كان لله

    نجلاء بنت فتحي

    ما كان لله دام واتَّصل، وما كان لغيرِ الله انقطع وانفصل، هكذا هي الحياة، لا تحلو إلا بطاعة الله، والبعد عمَّا

    04/07/2017 2052
  • عوائق التغيير:

    مجدي الهلال

    قد يقول قائل: إن كل ما قيل في الصفحات السابقة قد سمعناه مرات ومرات ولا يوجد من يختلف عليه، ولكن النقطة التي نقف

    02/04/2023 405
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day