كيف علمت أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله؟
39- كيف علمت أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله؟
دلائل الإعجاز تفيد التواتر المعنوي.
فأرسطو فيلسوف بمجموع أعماله وليس بجملةٍ قالها أو تحليلٍ فلسفيٍ أجراه.
وأبو قراط طبيب بمجموع مشاريعه الطبية وليس بجراحةٍ قام بها.
وكذلك دلائل الإعجاز المنقولة تفيد التواتر المعنوي بأنه نبي صلى الله عليه وسلم.
أخبر صلى الله عليه وسلم في ليلةٍ من الليالي بأن ريح شديدة ستهب ونهى الناس عن القيام فقام رجل فحملته الريح وألقته في مكان بعيد عن مكانه.
وأخبر صلى الله عليه وسلم بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيه وصلى عليه أربعاً.
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم على حراء ذات يوم هو وأبو بكر وعمرُ وعثمانُ وعليُ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهدأ، فما عليك إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيد".
وهناك 150 حديث دعا فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ربه وأجيب في الحال والناس يشهدون!
فالاطراد في الصدق مع الكثرة في تنوع الدلائل والإخبار بالمغيبات مع توافق العقيدة مع عقيدة الأنبياء مع ضبط أخطاء المحرفين في الديانات السابقة كل هذا يفيد التواتر المعنوي بصحة الرسالة.
وإذا نظرت في سيرته ووجدته صادقاً وقد اشتهر بالصدق باعتراف أشد الناس له عداوةً، ولم يُرم بكذبٍ ولا فجورٍ، ثم وجدته يتحدى أهل الدنيا بكتابه فما يجدون إلا السيف ليسكتوه به، فلا بد أنه نبي إذن.
ومعجزاته صلى الله عليه وسلم المادية والغيبية تزيد على الألف بكثير والعهد بها قريب وناقلوها أصدق الخلق وأبرهم.
وهؤلاء الرواة الذين نقلوا إلينا هذه المعجزات كانوا لا يجيزون الكذب فيما دق فكيف يكذبون عليه ويعلمون أن من كذب عليه متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، كما حذر هو صلى الله عليه وسلم.
فمعجزاته صلى الله عليه وسلم ثابتة بالتواتر اللفظي والمعنوي.
وبعض معجزاته صلى الله عليه وسلم شهدها آلاف الصحابة وبعضها رواه العشرات منهم فكيف يجمعون على الكذب؟
ورواة الخبر قد أخبروا في جمعٍ كثير قد شاهدوه ولم يُكذبه منهم أحد ودواعي الصدق عامة متعاضدة ودواعي الكذب خاصة متنافرة. فصارت آحادها حجة، ومتواتر مجموعها برهاناً.
ومثال ذلك: حديث جنين الجذع وهو حديث مشهور متواتر حيت كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على جذع، فلما عُمل له المنبر ورقي عليه وخطب حن الجذع، وأن أنين الصبي، ولم يزل يئن ويحن حتى ضمه النبي صلى الله عليه وسلم فسكت.
هذا الحديث رواه من الصحابة أنس بن مالك، وجابر بن عبدالله، وعبدالله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأُبي بن كعب، وأبي سعيد، وسهل بن سعد، وعائشة بنت أبي بكر، وأم سلمة.
فهل مثل هذا العدد من الصحابة يُجمع على الكذب في رواية خبر كهذا؟
40- ما هي الأدلة الملموسة على صحة رسالته صلى الله عليه وسلم؟
أدلة أتحقق منها علمياً!
أ- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عام بأقل مطراً من عام".
أي أن نسبة المطر ثابتة في كل عام، وهذه حقيقة علمية أدهشت العلماء وكأن هناك تقدير إلهي وقيومية إلهية لتثبت نسبة المطر سنوياً والمدهش لنا نحن المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذه الحقيقة قبل 1400 عاماً.
ب- وفي الحديث الآخر:
"أنَّ أهلَ مكَّةَ سألُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُريَهُم آيةً، فأراهُمُ القَمَرَ شِقِّينِ، حتى رأوا حِراءً بَينهُما".
فقد انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر فاشهد يا أبا بكر وقال المشركون سحر القمر حتى انشق.
والحديث متواتر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة القمر في المجامع الكبار كالجُمع والأعياد ليُسمع الناس ما فيها من معجزاته صلى الله عليه وسلم وكان يستدل بها على صدق نبوته.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه – عليه الصلاة والسلام –، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها".
والمدهش أن هذه الحقيقة رُصدت في الهند زمن وقوع المعجزة وسجلها الهنود في كتبهم كما تذكر.
وفي المخطوطة أن أهل الهند رصدوا انشقاق القمر ومن بينهم الملك شاكرواتي فاروماس Chakarwati Farmas وكانت المعجزة سبباً في مرحلة لاحقة في إسلام أهل ماليبار حين مر به الرحالة المسلمون وأخبروهم بالحدث.
ج- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: هذه المغارب، أين تغرب؟ وهذه المطالع أين تطلع؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي على رسلها لا تبرح ولا تزول، تغرب عن قوم وتطلع على قوم، وتغرب عن قوم وتطلع، فقوم يقولون غربت وقومٌ يقولون طلعت".
فهذه أخبار لا يعلمها إلا نبي.
فكيف يعلم إنسان في تلك الفترة أن للشمس مشارق ومغارب متعددة في نفس الوقت؟
د- إخباره صلى الله عليه وسلم بأن آدم آخر الخلق من الكائنات الحية.
وهذه الحقيقة العلمية التي يرددها المجتمع العلمي وصارت الآن إحدى مقدماته الشهيرة.
هذه الحقيقة مما أخبر به الإسلام، فقد خلق الله آدم في آخر ساعات الخلق كما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَلقَ الله آدَمُ يَوْمُ الْجُمُعَة".
"وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؛ فِي آخِرِ الْخَلْقِ؛ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ".
فآدم آخر المخلوقات كما قال المفسرون بناء على نص الحديث.
قال ابن جرير الطبري في قوله تعالى:
{ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } (سورة الإنسان:1).
عن معمر عن قتادة قال: "كان آدم عليه السلام آخر ما خُلق من الخلق".
وهذا ما يقطع به العلم اليوم بأن آدم لم يظهر إلا في آخر الخلق.
أليس هذا دليلاً مباشراً على أن خالق الإنسان هو الموحي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام؟
هـ- قال النبي صلى الله عليه وسلم عن خلق الجنين:
" مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ".
وانظر قول الله عز وجل:
{ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } (سورة الإنسان: 2)
.
والنطفة الأمشاج بإجماع المفسرين هي خليط: ماء الرجل وماء المرأة.
في الوقت الذي كان فيه أساطين الطب بالميراث الأرسطي وبمراجع الطبيب الشهير جالين يقطعون بأن ماء الرجل يدخل رحم المرأة فينمو الجنين ويتغذى على دم الحيض المحتبس في رحمها.
حيث كانوا يظنون أن المرأة يتوقف حيضها بمجرد الحمل لينمو الجنين على دم الحيض، ولم يكونوا يتخيلون أن للمرأة نطفة كنطفة الرجل تشارك في عملية التخصيب والإنجاب.
ولم يُعرف دور نطفة الماء في تكوين الجنين إلا عام 1775 على يد Spallanzani and Wolff.
فهذه الحقائق تقطع بأنه وحي يوحى.
و- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَا مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ"
فالولد لا يتولد بكل نطفة الرجل وإنما بحيوان منوي واحد.
ز- حرم الإسلام الكهانة والشعوذة والتعلق بالنجوم والخطوط المضروبة في الأرض والتشاؤم فكلها خرافات علمية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ"
فكلها شركيات وسخافات لا قيمة لها.
وهذا منتهى ما سلم به العلم.
ح- قال صلى الله عليه وسلم:
"كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهِ يُرَكَّبُ".
وعجب الذنب Primitive streak يُشكل الجنين ثم يتضائل إلى أن يستقر في منطقة العصعص.
فعجب الذنب أو الشريط الأولى Primitive streak ينشط في أول أسابيع الحمل نشاطاً عجيباً لتشكيل الجنين وتكوين الخلايا المتخصصة وهو يسمى الشريط الأولي ويسمى أيضاً المنظم الأول Primary organizer حيث يُشكل أجهزة الجنين وأعضاؤه.
وفي الأخير يتضائل حتى يستقر في أسفل المنطقة العصعصية.
وقد تم نزع عجب الذنب من بعض الكائنات الحية – البرمائيات – ووضعه في جنين آخر فوُجِد أنه يُشكل جنين ثانوي.
ط- قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد مُليء جناناً".
والحديث كان في منطقة تبوك، واليوم منطقة تبوك جنان فيها من كل الثمرات.
ي- قال الله تعالى:
{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً } (الإسراء: 12).
قوله تعالى:
{ فَمَحَوْنَآ آيَةَ اللَّيْلِ }.
أي أن القمر كان مضيئاً ثم مُحي ضوؤه.
وهذا بالفعل ما فسر به الصحابة الآية الكريمة فقد روى الإمام ابن كثير في تفسيره أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال في تأويله للآية: "كان القمر يضيء كما تضيء الشمس، وهو آية الليل، فمحي".
وهذا ما انتهى إليه العلم وقد نشرت ناساً على قناتها الرسمية في اليوتيوب الحقبة الأولى من عمر القمر وكان فيها مضيئاً متوهجاً.
ك- أخبر الله سبحانه أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وخلق الأرض في يومين
{ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ } (سورة فصلت: 9).
إذن قرآنياً عمر الأرض 2 على 6 من عمر الكون.
أي ثلث عمر الكون.
ولننظر الآن إلى العلم ماذا يقول؟
عمر الكون 13،8مليار سنة.
أي ثلث عمر الكون.
هذا دليل مباشر وسهل ويسير على أن الموحِي بالقرآن هو خالق السماوات والأرض!
فقد ثبت بالتواتر وقوع المعجزات التي لا حصر لها على يد رجلٍ واحد، والإخبار بالمغيبات ودقائق المسائل، وهذا الرجل جاء بما عليه النبيين من قبله.
فالقطع بأنه نبي هو رشاد العقل!
41- ما المانع من الإيمان بالله أشد الإيمان مع الكفر بالأنبياء – الربوبية –؟
لا أعظم جرماً من الذي يرد على الله وحيه!
{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا } (سورة النساء: 150-151).
42- طالما أن معجزاته صلى الله عليه وسلم عظيمة لماذا عانده المشركين كل هذا العناد؟
كبار الكفار كانوا يعلمون صدق رسالته صلى الله عليه وسلم لأنها رسالة التوحيد فكانت فطرته تُسلم بذلك.
أليسوا هم الذين قد قالوا في أول يوم لبعثته: ما عهدنا عليك كذباً قط.
ما جَرَّبْنَا عَليك إلا صدقاً.
ألم يقل هرقل في حديثه الطويل مع أبي سفيان والحديث في أول صحيح البخاري:
" هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ، فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ".
ثم قال هرقل قولته الشهيرة: "لو كنت عنده لكنت غسلت عن قدميه".
وكان أبو سفيان يومئذ كافراً.
وحين تلاحى سعد بن معاذ رضي الله عنه والكافر أمية بن خلف، وقد حاول أمية أن يمنع سعد بن معاذ من الطوف بالبيت، فقال سعد في أثناء الجدال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أنه قاتلك.
فتوقف أمية وأُسقط في يده وقال إياي؟
قال: نعم.
قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث.
فرجع إلى امرأته، فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي، قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمد يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ، قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي، قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يوماً أو يومين، فسار معهم، فقتله الله.
إنهم يقطعون بصدقه صلى الله عليه وسلم.
وفي الحديث الذي رواه البيهقي في سننه: "عن المغيرة بن شعبة قال: إن أول يوم عرفت رسول الله أني أمشي أنا وأبو جهل بن هشام في بعض أزفة مكة، إذ لقينا رسول الله فقال رسول الله لأبي جهل: "يا أبا الحكم، هلمَّ إلى رسوله، أدعوك إلى الله".
فقال أبو جهل: يا محمد، هل أنت منته عن سب آلهتنا؟ هل تريد إلا أن نشهد أنك قد بلغت؟ فنحن نشهد أن قد بلغت؟ فوالله لو أني أعلم أن ما تقول حق لاتبعتك.
فانصرف رسول الله.
وأقبل علي فقال: والله إني لأعلم أن ما يقول حق، ولكن يمنعني شيء إن بني قصي قالوا: فينا الحجابة.
فقلنا: نعم.
ثم قالوا: فينا السقاية.
فقلنا: نعم.
ثم قالوا: فينا الندوة.
فقلنا: نعم.
ثم قالوا: فينا اللواء.
فقلنا: نعم.
ثم أطعموا وأطعمنا.
حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي، والله لا أفعل".
وما أعجب قصة عمرو بن العاص رضي الله عنه التي رواها عن نفسه في جاهليته حين وفد على مسيلمة، وكان صديقاً له في الجاهلية، وكان عمرو لم يسلم بعد، فقال له مسيلمة: ويحك يا عمرو، ماذا أنزل على صاحبكم – يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم – في هذه المدة؟ فقال: لقد سمعت أصحابه يقرءون سورة عظيمة قصيرة فقال: وما هي؟ فقال:
{ وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } (سورة العصر: 1-3)
، ففكر مسيلمة ساعة، ثم قال: وقد أنزل علي مثله. فقال وما هو؟ فقال: "يا وبر إنما أنت أذنان وصدر, وسائرك حقر نقر.
كيف ترى يا عمرو؟ "فقال له عمرو: والله إنك لتعلم أني أعلم أنك لتكذب.
فكان الناس يقطعون بصدقه ونبوته ولكن يمنعهم شيء – حب الدنيا والحسد -!
فمعجزاته صلى الله عليه وسلم الغيبية تزيد على الألف.
ومعجزاته المعرفية تملأ موسوعات.
ومعجزاته الإخبارية مازلنا نرصدها.
ونقلة المعجزات هم صحابته أصدق الخلق وأبرهم بعده.
وبعض معجزاته صلى الله عليه وسلم شهدها آلاف الصحابة مثل نبع الماء من بين أصابعه الشريفة حتى توضأ منه وشرب ألف وخمسمائة صحابي والحديث متواتر ورواه البخاري ومسلم.
وتكثير الطعام اليسير ليطعم منه الجيش العظيم جائت به الأخبار المتواترة عن الصحابة فمن بعدهم. وقد ذكر البخاري وحده معجزات تكثير الطعام في خمسة مواضع من صحيحه.
فإذا كانت دواعي الصدق عامة متعاضدة على نبوته صلى الله عليه وسلم، فأنى لعاقل أن يُكذب بكل هذا؟