من ثمار الإيمان وآثاره في الحياة الدنيا
قلنا: إن الهواء ضروري؛ لأن أثره واضح، ولذا تجد الناس الآن يرجفون خوفاً من الكيماوي، والمزدوج، والخردل، رغم أن الحياة ليست بيد الكيماوي، فالذي يحيي ويميت هو الله. ولكن عندما يذهب الإيمان من قلوب الناس فسوف يتصورون أن الذي يحيي ويميت هو صدام، وأنه إذا أطلق الصواريخ ووصلتنا فسوف نموت، وهذا معتقد كثير من البشر، مسكين صدام هذا، من هو؟ هل هو إله في الكون؟ لا. بل ذرة وحشرة من حشرات الدنيا، لا يملك في الكون مثقال ذرة.
من الذي بيده مقاليد الأمور؟ من الذي يحيي ويميت؟ من الذي يقيم الحروب ويطفؤها؟ إنه الله الذي لا إله إلا هو، فإذا علقنا قلوبنا بالله عن طريق الإيمان به والخضوع لشريعته، والتوكل والاعتماد عليه، والعلم بأنه المعطي المانع النافع، وأنه الضار المحيي المميت، وأنه يعطي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، إذا اعتقدنا هذه العقيدة في قلوبنا، فوالله لو وقفت كل الدنيا أمامنا لن نخاف إلا من الله: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ [آل عمران:173-174] لماذا؟ لوجود الإيمان.
أما المنافق الذي ليس عنده إيمان: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ [المنافقون:4].. لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا [آل عمران:156] وقال الله: لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ [آل عمران:154] ويقول: أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ [النساء:78].