عبادة الله باسمه تعالى الصمد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (*قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2)*)
[الإخلاص: ١ – ٢]
*المعاني والدلالات لاسمه تعالى الصمد:*
1ـ هو الذي يقصده الخلائق ويصمدون إليه في حوائجهم الدينية والدنيوية.
ـ فهو المستغاث به في المصائب والحوائج لا مستغاث غيره علي الحقيقة.
2ـ هو الذي كَمُلَ في ذاته وفي صفاته، ولا شبيه له في مخلوقاته.
3ـ وهو الذي علا على خلقه بذاته وصفاته، وله المثل الأعلى.
4ـ وهو الذي له كمال السيادة والعظمة والغنى والقدرة والعلم والحلم والحكمة.
ـ فهو الذي كَمُلَت جميع أوصافه من كل الوجوه، وهو *العظيم* الذي كَمُلَ في عظمته، وهو *السيد* الذي كَمُلَ في سؤدده، و*العليم* الذي كَمُلَ في علمه، و*الجبار* الذي كمل في جبروته و*الحكيم* الذي كمل في حكمته و*الحليم* الذي كَمُلَ في حلمه، و*الغني* الذي كَمُلَ في غناه.
5ـ وهو الذي لم يلد فيموت، ولم يولد من ذي جبروت، ولا يحول ولا يزول ولا تلحقه الآفات، بل يبقى بعزته بعد فناء كل المخلوقات.
6ـ وهو الذي لا جوف له كالمخلوق الذي يحتاج أن يملأ جوفه، واحتياجه دليل فقره وذلته، لذلك قد تغلبه شهوته.
7ـ والصمد نور متلألئ.
*عبادة الله باسمه تعالى الصمد:*
1ـ ومن علم أن ربه صمدًا قد علا بكمال صفاته فوق مخلوقاته فليجتهد في سؤاله لعله يسعد بنواله وإجابة دعائه، وعليه بمركب التوحيد وزاد الإخلاص وصحيح الاعتقاد في الأسماء والصفات حتى ينال الدرجات في أعالي الجنات مع أولي الفضل والإخبات.
2ـ من علم أن ربه صمدًا، صمد إليه في احتياجاته الدينية والدنيوية، ولم يلتفت إلى غيره، ودعاه وحده دون غيره، وتعلق بالخالق دون المخلوق، ورجاه دون غيره، وخافه دون غيره وتوكل عليه ولم يتوكل على غيره.