عبادة الله باسمه تعالى الحكيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى: (*إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم*)
[يوسف: 6]
وقال الله تعالى: (*وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*)
[النحل: ٦٠ ]
(*الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ*)
(*الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ*)
(*الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ*)
(*الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ*)
(*حَكِيمٍ حَمِيدٍ*)
(*وَاسِعًا حَكِيمًا*)
(*تَوَّابٌ حَكِيمٌ*)
(*عَلِيٌّ حَكِيمٌ*).
*المعاني والدلالات لاسمه تعالى الحــكــيــم:*
1ـ هو الذي له الحكمة والإحكام والحُكم.
2ـ والحكمة: تكون في الأقوال والأفعال فكل أقوال الله تعالى وأفعاله حسنة المآلات.
3ـ والإحكام: يكون في الخلق، فلا خلل فيه ولا تفاوت.
4ـ والحكم: هو القضاء الشرعي والقضاء الكوني؛ فشرعه كله عدل، وقَدَرُه كله إحسان.
6ـ ومن حكمته أنه لم يخلق خلقه سُدىً ولا عَبثًا، بل خلقهم لحكمةٍ بالغةٍ وغايةٍ محمودة وهي توحيده وعبادته وعدم عبادة غيره، وهذه الحكمة تقتضي حمده.
7ـ ومن حكمته تعالى أنه خلق الذنوب ليتوب على عباده باسمه التواب، فيبدل سيئاتهم حسنات، ويرفع لهم الدرجات.
8- وهو الذي له الحكمة البالغة قي قَدَرِه سبحانه، وقد يُقَدِرُ ما يؤذي النفوس في الظاهر من هزيمة المسلمين أحيانًا، أو هلاك بعض أموالهم أو موت الأحبة، فمن صبر كان له حسن العاقبة من تكفير السيئات وزيادة الإيمان، ورفعة الدرجات، وبلوغ أعلى الجنات، وكل ذلك يحبه الله تعالى، ولذلك قَدَّرَ الأقدار التي ظاهرها مؤلم ولكن حقيقتها الرحمة والثواب.
*الإحكام:*
9- وأحكام شرعه فيها غاية الإحكام، فهو تعالى يضع الأشياء في موضعها، وهو تعالى لم يأمر بشيء إلا لما فيه من الخير، ولم ينهى عن شيء إلا لما فيه من الشر.
10ـ وشرعه سبحانه أحسن الشرائع، ويصلح لكل زمان ولكل مكانٍ ولكل الأمم ؛ لأنه خلقهم وهو أعلم بما يصلحهم.
*الحكم:*
11ـ وهو الذي له الحكم، يحكم في عباده وبينهم بمقتضى أسمائه العليم، الحكيم، العلي، العزيز، فيحكم فيهم بعلمه وحكمته، وينفذ حكمه بعزته، وله السيادة عليهم بمقتضى علوه ورفعته.
فهو يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، ويهب لمن يشاء إناثًا، ويهب لمن يشاء الذكور، ويجعل من يشاء عقيمًا، ويضاعف الأجر لمن يشاء، ويؤتي فضله من يشاء، وينصر من يشاء.
12- وأحكام الله الشرعية وأوامره ونواهيه كلها عدل وإحكام، والعباد فريقان: منهم من أطاع أحكام الرحمن وآمن به، ومنهم من رد أحكام المنان وكفر به.
13- أما أحكام الله الكونية ومنها كيفية خلقهم وتقدير معاشهم وغناهم وفقرهم، وميعاد ولادتهم وموتهم، فلا خروج لأحدٍ عنها.
14- ويوم القيامة تتطابق أحكام الله الشرعية والكونية، فيحكم للطائع بالثواب شرعًا ويدخله الجنة قدرًا، ويحكم للعاصي بالعقاب شرعاً ويدخله النار قدرًا.
15- والله تعالى يؤتى الحكمة من يشاء.
16- *وإرادة، الله تابعة لحكمته* سبحانه، وهي نوعان: *شرعية وكونية*.
فأما إرادته الشرعية فهي التي أحبها، وهي التي أمر بها عباده، وهذه قد تقع وقد لا تقع، ومنها الطاعات وما يرفع الدرجات، وكل أوامره نابعة من حكمته.
وأما *إرادته الكونية* وهي التي بمعنى المشيئة، فهذه لابد أن تقع، وهي مقترنة بحكمة الله البالغة، ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب؛ لأن الله خلق العباد وأفعالهم وإراداتهم.
*عبادة الله باسمه تعالى الحكيم:*
1ـ يجب على العبد أن يوقن بحكمة الله البالغة، وإحكامه المتقن، ويجب عليه أن يستسلم لحكمه، ويُطيع أوامره، ويتبع شرعه، ويرضى بقضائه، ويسلم بقدره.
2- ويوقن أنه ما خلق السماوات والأرض سُدىً، بل خلقهم لكي يعبده خلقه ويوحدوه.
3- ويجب عليه أن يحسن الظن بحكمة الله في قضائه وقدره، ويوقن بحسن عاقبته، ويوقن أن اختيار الله له أفضل من اختياره هو لنفسه، وتعتقد أنه ما منعك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليعافيك، وما امتحنك إلا ليصفِّيك؛ لأن قضاءه تعالى لا يصدر إلا عن حكمته البالغة.
5- وكما يحرم الاعتراض على شرع الله، يحرم كذلك الاعتراض على قدر الله، ومن اعترض فقد نفى عن الله حكمته البالغة، سبحانه.
6ـ والأشاعرة يقولون إن الله يمكن أن ينعم على أعدائه ويعذب أولياءه، وهذا من الإلحاد في اسم الله الحكيم لما فيه من التناقض مع حكمة الله البالغة التي هي مقتضى اسمه تعالى الحكيم.