الركن الخامس من أركان الإيمان
الإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه) [أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب معرفة الإيمان والإسلام والقدر وعلامة الساعة 1/ 36، حديث رقم (8)].
* معنى اليوم الآخر في اللغة:
اليوم: "الوقت والحين"[المصباح المنير: 2/ 682]، "آخر: الأخير، والآخر بالفتح: الواحد"[المصباح المنير: 1/ 7]، "وما لم يكن له ثالث فما فوق ذلك قيل: الأول والآخر"[الفروق اللغوية 294].
* معنى اليوم الآخر اصطلاحًا:
اليوم الآخر: هو يوم القيامة، وهو اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين للجزاء والحساب [انظر: القول المفيد على كتاب التوحيد 2/ 72].
فالإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان العبد بدونها، وهو ما يكون بعد الموت مما أخبر به الله تعالى في كتابه، أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم من أهوال الموت، والقبر والموقف، والجنة والنار.
وكثيرًا ما يقرن الله تعالى الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر؛ لأن الإيمان باليوم الآخر يحمل الإنسان إلى الامتثال لأوامر الله، وبمعرفة ما يكون في اليوم الآخر من الجنة والنار والحساب والجزاء - يجعل العبد دائمًا مستعدًّا لهذا اليوم بالأعمال الصالحة، طمعًا في الجنة وخوفًا من النار.
فمن لم يؤمن باليوم الآخر عاش في غفلة، ولم يبال بأي عمل يعمله؛ لأنه لا يرجو ثوابًا ولا يخاف عقابًا، ويأخذه الموت على حين غفلة، فيتحسر ويندم ولكن بعد فوات الأوان؛ قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴾ [المؤمنون: 99].
فالدار الآخرة هي الدار الحقيقية، وهي الحياة الدائمة، فهذه الدنيا ستنقضي لا محالة [انظر: القول المفيد على كتاب التوحيد 2/ 72 ، تفسير السعدي 37].
* الآثار الإيمانية بالإيمان باليوم الآخر:
1) الإيمان باليوم الآخر له الأثر البالغ في حياة الإنسان، يراقب الله في أفعاله، ويسعى جاهدًا في كل عمل يقربه من الله تعالى طمعًا في ثوابه ودخول جنته.
2) الإيمان باليوم الآخر يجعل العبد راضيًا مطمئنًّا، لا يخاف إلا الله؛ لأنه يعلم أن هذه الدنيا زائلة، وأن الجزاء والحياة الأبدية ليستْ هنا.
3) تسلية للمؤمن عما يفوته في الدنيا لِما يرجوه من الخلف وحُسن العاقبة في الآخرة.