صاحب الحاجة أحق
قال إبراهيم:
لقد أدركنا الناس. وأحدهم لا يرى أنه أحق بمتاعه من أخيه، إلا أن يكون أحوج إلى ذلط من أخيه (1).
أعلام الحب
قال إبراهيم:
ليس من أعلام الحب: أن تحب ما يبغضه حبيبك.
ذم مولانا الدنيا فمدحناها.
وأبغضها، فأحببناها.
وزهَّدنا فيها، فآثرناها ورغبنا في طلبها.
ووعدكم خراب الدنيا، فحصنتموها.
وأنذركم الكنوز، فكنزتموها.
دعتكم إلى هذه الغرَّارة دواعيها، فأجبتم مسرعين مناديها.
خدعتكم بغرورها، ومنتكم، فانقدتم خاضعين لأمانيها.
تتمرغون في زهراتها وزخارفها، وتنعمون في لذاتها، وتتقلبون في شهواتها، وتتلوثون بتبعاتها.
تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها، وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها. وتبنون بالغفلة في أماكنها، وتحصنون بالجهل في مساكنها.
تريدون أن تجاوروا الله في داره، وتحطوا رحالكم بقربه، بين أوليائه وأصفيائه، وأهل ولايته وأنتم غرقي في بحار الدنيا، حيارى ترتعون في زهواتها، وتتمتعون في لذاتها، وتتنافسون في غمراتها.
فمن جمعها ما تشبعون، ومن التنافس فيها ما تملون.
كذبتم - والله - أنفسكم، وغرتكم ومنتكم الأماني، وعللتكم بالتواني، حتى لا تعطوا اليقين من قلوبكم، والصدق من نياتكم، وتتنصلون إليه من مساوئ ذنوبكم، وتعصونه في بقية أعماركم.
أما سمعتم الله تعالى يقول في محكم كتابه: {أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِى ٱلْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ} (1).
لا تنال جنته إلا بطاعته، ولا تنال ولايته إلا بمحبته، ولا تنال مرضاته إلا بترك معصيته.
فإن الله تعالى قد أعد المغفرة للأوابين، وأعد الرحمة للتوابين، وأعد الجنة للخائفين، وأعد الحور للمطيعين، وأعد رؤيته للمشتاقين، قال الله تعالى:
{وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ} (2)
. من طريق العمى إلى طريق الهدى (3).
أصناف الزهد
قال إبراهيم:
الزهد ثلاثة أصناف: فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة.
فالفرض: الزهد في الحرام.
والفضل: الزهد في الحلال.
والسلامة: الزهد في الشبهات (1).
حق العلم
قال إبراهيم:
ما يمنعني من طلب العلم أني لا أعلم ما فيه من الفضل، ولكن أكره أن أطلبه مع من لا يعرف حقه (2).
أطب مطعمك
قال إبراهيم:
أطب مطعمك، ولا عليك أن لا تقوم بالليل، وتصوم النهار (3).
المراجع
- تنبيه المغترين ص 141.
- سورة ص: الآية 28.
- سورة طه: الآية 82.
- حلية الأولياء 8/ 24 -25.
- حلية الأولياء 8/ 26.
- حلية الأولياء 8/ 27.
- حلية الأولياء 8/ 31.