العلم بلا سكينة
قال أبو عمرو:
طالب العلم بلا سكينة ولا حلم، كالإناء المنخرق، كلما حمل فيه شيء تناثر (1).
تذكير بالغاية
قال أبو عمرو:
ابن آدم! اعمل لنفسك وبادر (2)، فقد أتيت من كل جانب.
وأعول كعويل الأسير المكبل (3).
ولا تجعل بقية عمرك للدنيا وطلبها في أطراف الأرض، حسبك ما بلغك منها. استسلم طائعاً.
وتعزًّ بيوم فقرك وفاقتك، واسع في طلب الأمان.
فإنك في سفر إلى الموت، يطرد بك نائماً ويقظان.
واذكر سهر أهل النار في خلد أبداً، وتخوف أن يُنصرف بك من عند الله عز وجل إلى النار، فيكون ذلك آخر العهد بالله عز وجل وينقطع الرجاء.واذكر أنك قد راهقت (1) الغاية، وإنما بقي الرمق (2)، فسدد تصبراً وتكرماً.
وارغب ببقية عمرك أن تفيته (3) للدنيا، وخذ منها ما يفرغك لآخرتك، ودع فيها ما يشغلك عنها (4).
المراجع
- "تاريخ ابن عساكر (35/ 185).
- بادر: أسرع.
- أعول: رفع صوته بالبكاء، والمعنى: ابكِ بكاء الأسير الذي أثقلته القيود، ولعل المقصود بـ"المكبل" هنا، هو قيود الذنوب.
- راهقت الغاية: دنوت منها واقتربت.
- الرمق: أي القليل اليسير.
- تفيته: أي تمضيه أو تفنيه.