المحاور التي سلكها الشيخ عبدالقادر في علاج امراض المجتمع (المحور الثالث)
3- نقد العلماء:
يوجد في كل زمن من العلماء من لا يتفق سلوكه مع العلم الذي يحمله، ويرى الشيخ في هذا النمط من العلماء خطراً داهماً على عامة الناس، الذين ينظرون إلى سلوك هؤلاء العلماء قبل النظر والاستماع إلى أقوالهم.
ولهذا اشتدت وطأة هجوم الشيخ عليهم، وكانت لغته قاسية معهم، لأنهم يقولون ما لا يفعلون. ومن أقواله في ذلك:"يا أعداء الله ورسوله، يا قاطعي عباد الله عز وجل، أنتم في ظلم ظاهر ونفاق ظاهر، إلى متى هذا النفاق يا علماء يا زهاد؟ كم تنافقون الملوك والسلاطين حتى تأخذوا منهم حطام الدنيا وشهواتها ولذاتها.. " (1).
ويخاطب الناس ويطلب منهم ألا يستمعوا من هؤلاء العلماء فيقول:
"لا تسمعوا من هؤلاء الذين يفرحون نفوسكم يذلون للملوك، ويصيرون بين أيديهم كالذر، لا يأمرونهم بأمره، ولا ينهونهم عن نهيه، وإن فعلوا ذلك فعلوه نفاقاً وتكلفاً، طهر الله منهم الأرض ومن كل منافق، أو يتوب عليهم ويهديهم إلى بابه" (2).
ويطلب من طلبة العلم عدم الاغترار بهؤلاء العلماء فيقول:
"يا غلام، لا تغتر بهؤلاء العلماء الجهال بالله عز وجل، كل علمهم عليهم لا لهم، هم علماء بحكم الله عز وجل، جهال بالله عز وجل، يأمرون الناس بأمر ولا يمتثلونه، وينهونهم عن شيء ولا ينتهون عنه،يدعون إلى الحق عز وجل وهم يفرون منه . . ." (1)
إنه لا بد للعلم من العمل، ولذلك يوجه النصيحة في هذا الشأن فيقول:
"يا غلام، علمك يناديك: أنا حجة عليك إذ لم تعمل بي، وحجة لك إن عملت بي؛ اسمعه بأذن قلبك وسرك، وأقبل قوله فإنك تنتفع به؛ العمل بالعلم يقربك إلى العالم المنزل للعلم، لا تصح متابعتك للرسول صلى الله عليه وسلم حتى تعمل بما قال" (2).
المراجع
- الفتح الرباني، ص 161,
- الفتح الرباني، ص 47.
- الفتح الرباني، ص 216.
- الفتح الرباني، ص 306.
- الفتح الرباني، ص 57.
- الفتح الرباني، ص 23.