وصية لمؤدب
وصية لمؤدب
أدخل الشافعي رحمه الله يوماً إلى بعض حجر هارون الرشيد، ليستأذن له، ومعه سراج الخادم، فأقعده عند أبي عبدالصمت، مؤدب أولاد الرشيد.
فقال سراج للشافعي: يا أبا عبدالله، هؤلاء أولاد أمير المؤمنين، وهو مؤدبهم، فلو أوصيته بهم,
فأقبل الشافعي على أبي عبدالصمد فقال له:
ليكن أول ما نبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين، إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما تستحسنه، والقبيح عندهم ما تكرهه.
علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه.
ثم روِّهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه
ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم (1).
المراجع
- صفة الصفوة 2/ 169، والحلية 9/ 147.