الشكوى
الشكوى
قال أبو محمد:
لا تشكُ من الخالق إلى الخلق.
بل اشكُ إليه.
هو الذي يقدر، وأما غيره فلا.
من كنوز البر: كتمان السر، والمصائب، والأمراض.
فالعاقل: من يلزم بابه، ويعرض عن باب غيره.
الخير كله بيده، والعطاء والمنع بيده، والغنى والفقر بيده، والعز والذل بيده.
ما لأحد معه شيء.[26]
الرضا
قال أبو محمد:
الزموا موافقة الحق عز وجل في البأساء والضراء، والفقر والغنى، والشدة والرخاء، في السقم والعافية، في الخير والشر، في العطاء والمنع.
ما أرى لكم دواء إلا التسليم إلى الحق عز وجل.
إذا قضى عليكم بشيء، لا تستوحشوا منه، ولا تنازعوه فيه، ولا تشكوا منه إلى غيره، فإن ذلك مما يزيدكم بلاء.
بل سكوناً وسكوتاً.
إذا كنتم هكذا، لا جرم يغير الوحشة بالأنس. [33]
غافلون
قال أبو محمد:
قد غفلتم! كأنكم لا تموتون.
وكأنكم يوم القيامة لا تحشرون.
وبين يدي الحق لا تُحاسبون.
وعلى الصراط لا تجوزون.
هذه صفاتكم.
وأنتم تدعون الإسلام والإيمان!! [35]
الخوف من الله
قال أبو محمد:
الدائرة على الخوف من الله عز وجل والخشية له.
إذا لم يكن لك خوف منه، فلا أمن لك في الدنيا والآخرة.
الخشية من الله عز وجل هي العلم بعينه.
ولذلك قال عز وجل:
{إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَٰٓاءُۗ} [فاطر: 28]
ما يخشى الله عز وجل إلا العلماء العمال بالعلم، الذين يعلمون ويعملون، ولا يطلبون من الحق عز وجل جراء على أعمالهم، بل يريدون وجهه وقربه.
هم قوم يخشون الله عز وجل بالغيب، وهو غائب عن عيون ظواهرهم، حاضر نصب عيون قلوبهم.
كيف لا يخافونه، وهو كل يوم في شأن:
يغير ويبدل.
ينصر هذا ويخذل هذا.
يحيي هذا ويميت هذا.
يقبل هذا ويرد هذا.
يقرب هذا ويبعد هذا.
{لَا يُسْـَٔلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـَٔلُونَ} [الأنبياء: 23].
اللهم قربنا إليك، ولا تبعدنا عنك. [38-39]