ما لا تفعلون
ما لا تفعلون
قال أبو محمد:
يا من يُعلم العلم، وقد قنع منه بالاسم دون العمل، ماذا ينفعك إذا قلت: أنا عالِم. . قد كذبت.
كيف ترضى لنفسك أنك تأمر غيرك بما لا تعمله أنت. وقد قال عز وجل:
{لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]
ويحك! تأمر الناس بالصدق وأنت تكذب.
تأمرهم بالتوحيد، وأنت مشرك.
تأمرهم بالإخلاص، وأنت مراء منافق.
تأمرهم بترك المعاصي، وأنت ترتكبها.
قد ارتفع الحياء من عينيك، لو كان لك إيمان استحيت. [101]
لا بد من شهادة الشريعة
قال أبو محمد:
كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة فهي زندقة.
طر إلى الحق عز وجل بجناحي الكتاب والسنة [179]
ضاع عمرك
قال أبو محمد:
ضاع عمرك في أكلوا وأكلنا، وشربوا وشربنا، ولبسوا ولبسنا.
من أراد الفلاح، فليصبر نفسه عن: المحرمات، والشبهات، والشهوات.
ويصبر على أداء أمر الله عز وجل، والانتهاء عن نهيه، وعلى الموافقة لقدره. [107]
دعاوى
قال أبو محمد:
من ادعى حب الله عز وجل من غير ورع في خلوته، فهو كذاب.
من ادعى حب الجنة من غير بذل المال والملك، فهو كذاب.
من ادعى حب النبي صلى الله عليه وسلم من غير حب الفقر والفقراء، فهو كذاب. [353]
أدب وأدب
قال أبو محمد:
تتأدب مع الخلق بحيث لا ترفع صوتك على صوت أحدهم، حفظاً لأدبك.
وتبارز الحق عز وجل بالمعاصي، وتعارضه في أفعاله؟! قبيح بك.[353]
مخالفات
قال أبو محمد:
ما أكثر ما تخرقون حدود الشرع، وتمزقون دروع تقواكم.
وتنجسون ثياب توحيدكم
وتطفئون نور إيمانكم.
وتتبغضون إلى ربكم عز وجل في جميع أفعالكم وأحوالكم.
إذا أفلح الواحد منكم وعمل طاعة، فهي مشوبة بالعجب، ورؤية الخلق، وطلب الحمد منهم عليها.
من أراد منكم أن يعبد الله عز وجل، فليعتزل عن الخلق، فإن رؤيتهم للأعمال مبطلة لها. [110]
من الداخل إلى الخارج
قال أبو محمد:
يا من قد لبس الصوف.
البس الصوف لسرك ثم لقبك، ثم لنفسك، ثم لبدنك.
بداية الزهد من هناك تكون.
لا من الظاهر إلى الباطن.
إذا صفا السر، تعدى الصفاء إلى القلب والنفس، والجوارح، والمأكول والملبوس، وتعدى إلى جميع أحوالك.
أول ما يعمر داخل الدار، فإذا أكملت عمارتها، أخرج إلى عمارة الباب.
لا كان ظاهر بلا باطن. [111]
سوق الآخرة
قال أبو محمد:
جميع ما أنت فيه لا ينفعك يوم القيامة، بل يضرك.
هذا المتاع الذي معك ما يبتاع منك هناك.
متاعك الرياء والنفاق والمعاصي، وهي شيء لا ينفق في سوق الآخرة [111]
دليلان
قال أبو محمد:
كل من لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم، ويأخذ شريعته في يده، والكتاب المنزل عليه في اليد الأخرى، لا يصل في طريقه إلى الله عز وجل ويَضِل ويُضِل؛ هما دليلان إلى الحق عز وجل:
القرآن دليلك إلى الحق عز وجل.
والسنة دليلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
صححوا أنسابكم من نبيكم صلى الله عليه وسلم، من صحت تبعيته له فقد صح نسبه.
وأما قولك: أنا من أمته من غير متابعة لا ينفعك.
إذا اتبعتموه في أقواله وأفعاله، كنتم معه في صحبته في الدار الآخرة.
امتثلوا ما أمركم به، وانتهوا عما نهاكم عنه، وقد قربتم من ربكم عزوجل.[116- 117]