الزم حدود الشرع
الزم حدود الشرع
قال أبو محمد:
ما تدري ما اسمك مع القوم، شقي أم سعيد؟
معلوم أن هذا في علم الله عز وجل وسابقته.
لكن لا تترك الخوف وتتكل على العلم والسابقة فتمرق عن حد الشرع.
اجهد في فعل ما أمرت به، وما عليك من هذا العلم السابق. هذا شيء لا تعلمه أنت ولا غيرك، هو من جملة الغيوب.
القوم طووا فراش الدنيا، وتنحوا عنها، وقاموا بين يدي مولاهم، واشتغلوا بخدمته.
يأخذون منها تزوداً، لا تنعماً، بل يفعلون ذلك ضرورة.
يقومون بنياتهم على العبادة.
ويحصنون فروجهم من كيد الشيطان ومكره.
يمتثلون في ذلك أمر ربهم عز وجل، ويتبعون سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم. كل شغلهم في امتثال الأوامر، واتباع السنة. [130]
الآخرة قريبة
قال أبو محمد:
يا قوم! الدنيا تذهب، والأعمار تفنى، والآخرة قريبة منكم.
ما همكم لها، بل همكم للدنيا وجمعها.
أنتم أعداء نعم الله عز وجل.
إن كان منه إليكم شر تظهرون.
وإن كان منه إليكم خير تكتمون.
إذا كتمتم نعم الله عز وجل ولم تشكروه عليها، سلبها منكم.[133]
هم واحد
قال أبو محمد:
القوم جعلوا لهم هماً واحداً.
أخرجوا الأشياء من قلوبهم، وأسكنوها شيئاً واحداً لا كالأشياء.
أخلصوا عباداتهم من الرياء والنفاق والسمعة.
حققوا العبودية لربهم عز وجل.
العالمون العارفون به، عبدوه له، لا لغيره.
أعطوا الربوبية والعبودية حقها.
عبدوه امتثال أمره، ومحبة له، لا لمعنى آخر. [134]
ضرر الجهل
قال أبو محمد:
أنت تعبد الله عز وجل بغير علم.
وتزهد بغير علم.
وتأخذ الدنيا بغير علم.
ذلك حجاب في حجاب، مقت في مقت.
لا تميز الخير من الشر.
لا تفرق بين ما هو لك، وما هو عليك.
ما تعرف صديقك من عدوك.
كل ذلك لجهلك بحكم الله عز وجل، وتركك لخدمة الشيوخ.
شيوخ العمل، وشيوخ العلم. يدلونك على الحق عز وجل[135- 136]
مخاطبة الجاهلين
قال أبو محمد:
عليك بالصمت والحلم عن جهل الجاهلين وثوران طباعهم ونفوسهم وأهويتهم.
أما إذا ارتكبوا معصية الحق عز وجل، فلا صمت، لأنه يحرم.
يصير الكلام عبادة، وتركه معصية.
إذا قدرت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا تقصر عنه، فإنه باب خير قد فتح في وجهك، فبادر بالدخول. [139- 140]
أنواع الشرك
قال أبو محمد:
الشرك في الظاهر والباطن.
الظاهر: عبادة الأصنام.
والباطن: الاتكال على الخلق، ورؤيتهم في الضر والنفع [144]
البضاعة النافعة
قال أبو محمد:
هذه الدنيا سوق، بعد ساعة لا يبقى فيه أحد.
عند مجيء الليل يذهب أهله منه.
اجتهدوا أنكم لا تبيعون ولا تشترون في هذا السوق إلا ما ينفعكم غداً في سوف الآخرة. فإن الناقد بصير.
توحيد الحق عز وجل: الإخلاص في العمل له.
هو النافق هناك. . وهو قليل عندكم. [146]
المراجع
- أي الثياب.