أين العمران؟
أين العمران؟
قال أبو عمرو:
جئت إلى بيروت أرابط فيها، فلقيت امرأة سوداء عند المقابر، فقلت لها: يا سوداء أين العمارة؟
فقالت لي: أنت في العمارة، وإن أردت الخراب فبين يديك.
فقلت: هذه سوداء تقول هذا، لأقيمن بها، فأقمت ببيروت (1).
طعام قل شكر الله عليه
قال إبراهيم بن أيوب:
أقبل الأوزاعي من دمشق يريد الساحل، فنزل بأخ له في القرية التي نشأ فيها وهي الكرك، فقدم الرجل عشاءه، فلما وضع المائدة بين يديه، ومد الأوزاعي يده ليتناول منه.
قال الرجل: كل يا أبا عمرو، واعذرنا فإنك أتينا في وقت ضيق.
فردَّ الأوزاعي يده في كمه.
وأقبل عليه الرجل يسأله أن يأكل من طعامه، فأبى، فلما طال على الرجل، ورفع المائدة. وبات.
فلما أصبح غدا، وتبعه الرجل فقال: يا أبا عمرو. ما حملك على ما صنعت؟. . فلما أكثر عليه. .
قال الأوزاعي: ما كنت لأصيب طعاماً قل شكر الله عليه، أو كُفرت نعمة الله عنده (1).
المراجع
- "تاريخ ابن عساكر (35/ 203).
- ولعلها أرادت بقولها: المقبرة هي العمار، الإشارة إلى الحديث من قوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ) فالعاقل من عمر هذا القبر الذي هو قادم عليه، وأما البنيان فمآله إلى الخراب مهما طال به الزمن، وما من أحد إلا وهو تاركه ومحمول إلى العمار الذي ذكرته هذه السوداء، وهذا الحديث في "مجمع الزوائد" برقم (4252).
- "الجرح والتعديل" (1/ 209)، وفي هذا الخبر يلفت الإمام الأوزاعي النظر إلى بعض الألفاظ التي قد يتكلم بها المرء ولا يدرك ما تؤدي إليه من معنى. كما حدث لهذا الرجل، حيث كان قول مؤشراً على عدم شكره لنعمة الله عليه.