قبول النصيحة
قبول النصيحة
قال أبو محمد:
اقبل نصيحة أخيك المؤمن.
ولا تخالفه، فإنه يرى لك ما لا ترى أنت لنفسك.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(المُؤْمِنُ مِرْآةُ أَخِيهِ) (1)
المؤمن صادق في نصحه لأخيه المؤمن.
يبين له أشياء تخفى عليه، تفرق له بين الحسنات والسيئات.
يعرفه ما له وما عليه.
سبحان من ألقى في قلبي نصح الخلق، وجعله أكبر همي. إني ناصح ولا أيد على ذلك جزاء. . ما أنا طالب دنيا. . فرحي بفلاحكم وهمي لهلاككم.[39]
صفاء القلب
قال أبو محمد:
لا تجد راحة في الدنيا.
لأنها دار الكدر. دار الآفات.
لا بد لك من الخروج منها.
فعليك بإخراجها من قلبك، ومن يدك.
فإن لم تقدر، فاتركها في يدك، وأخرجها من قلبك.
فإذا قويت، فأخرجها من يدك وأعطها للفقراء والمساكين عيال الحق عز وجل.
ومع ذلك، ما لك منها لا يفوتك.
لا بد من إتيانه سواء كنت غنياً أو فقيراً، زاهداً أو راغباً.
الدائرة على صحة قلبك وسرك، وصفائهما.
إنهما يصفوان بتعلم العلم، والعمل به، والإخلاص في العمل. والصدق في طلب الحق عز وجل. [62]
ثياب لا بد أن تخلع
قال أبو محمد:
اخلع ثيابك توانيك في حقوق الله عز وجل.
اخلع ثياب وقوفك مع الخلق وشركك بهم.
اخلع ثياب الشهوات والرعونات والعجب والنفاق، وحبك للقبول عند الخلق وإقبالهم عليك، وعطاياهم لك.
اخلع ثياب الدنيا، والبس ثياب الآخرة.
انخلع من حولك وقوتك ووجودك.
إذا فعلت هذا رأيت ألطافه - سبحانه وتعالى - حواليك. [44]
صخور أنتم!!
قال أبو محمد:
يا غلام! لعل غداً يأتي عليك، وأنت مفقود من ظهر الأرض غير موجود.
أو لعل هذا يكون [بعد] ساعة أخرى.
إيش هذه الغفلة؟
ما أقسى قلوبكم!!
صخور أنتم!!
أقول لكم، وغيري يقول لكم، وأنتم على حالة واحدة.
القرآن يتلى عليكم.
وأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وسير الأولين تقرأ عليكم، وأنتم لا تعتبرون، ولا تتغير أعمالكم.
يا غلام، حاسب نفسك قبل مجيء الآخرة.
ولا تغتر بحلم الله عز وجل عنك، وكرمه عليك.
أنت قائم على أسوأ الأحوال من المعاصي والزلات وظلم الناس.
المعاصي بريد الكفر، كما أن الحمى بريد الموت.
عليك بالتوبة قبل الموت، قبل مجيء الملك الموكل بأخذ الأرواح. [60]
لا تيأس
قال أبو محمد:
لا تيأس من رحمة الله بمعصية ارتكبتها.
بل اغسل نجاسة ثوب دينك بماء التوبة، والثبات عليها، والإخلاص فيها، وطيبه وبخره بطيب المعرفة. [64]