الدليل التاسع والعشرون علي بطلان مقولة (إنَّ الْمَسِيحَ رَبٌّ)
الادلة التاريخية علي مقولة (ان المسيح رب)
الدَّلِيل التَّارِيخِيُّ الثَّاني عَلى تَحْرِيف دِين الْمَسِيح(1):
تَقدَّمَ في النُّقْطَة الثَّامِنة والْعِشْرين بَيانُ الدَّورِ التَّارِيخيِّ للْيَهُودِيِّ شَاول (والَّذِي سَمَّى نَفْسَه لاحقًا «بُولِس») في تَحْريفِ دِينِ الْمَسِيح، والَّتي يُـمَـثِّل الْمَرْحَلة التَّارِيخيَّة الأُولى في تَحْرِيف دِين الْمَسِيح، واللَّبِنة الأُولَى فِيه.
وفي هَذِه النُّقْطَة سَنُبينُ بِإِيجَازٍ الْمَرْحَلة التَّاريخيَّة الثَّانِية في تَحْريف دِينِ الْمَسِيح، والَّتي تَمَّت فِيهَا عَشْرَةُ تَحْريفاتٍ إضَافيَّةٍ لِدينِ الْمَسِيح، وكَانَ ذَلِك عَلى يَدِ الْمَجَامِع الكَنَائِسيَّة الَّتي ضَمَّت جَمعًا غَفيرًا مِنَ الأَسَاقِفَة والبَطَارِكَة ورِجَالِ الدِّينِ، وقَدْ حَصَلتْ تَسْعةٌ مِن تَلك التَّحْريفَات في القُرونِ التِّسعة الأُولى، في ظِلِّ الدَّولَةِ الرُّومَانِيَّة وَمَا بَعدَهَا، ثمَّ سَقَطت الدَّوْلَة الرُّومَانِيَّة فِي نِهَايَة القَرْن الخَامِس بِسَببِ عَوامِل التَّفَكُّك، وهَيْمَنَتِ الْكَنِيسَة الكَاثُولِيكيَّةُ عَلى أَورُبَّا بَعْد ذَلِك لِمُدَّة عَشرة قُرونٍ، تُسمَّى عِنْدَهم الْقُرون الْوُسْطَى الْمُظْلِمَة، وحَصَلَ في مَطْلَع الْقَرْنِ السَّادِس عَشَرَ الانْقِسَامُ الكَبيرُ الأَخيرُ في الْكَنِيسَة الْكَاثُوليكيَّة ونُشوءُ طَائِفة الْبُروتسْتَانت، وَكَانَ هَذَا هُو التَّحْرِيف الْعَاشِر والأَخِير في دِينِ الْمَسِيح إِلى تَارِيخِ كِتَابَةِ هَذِه الأَسْطُر، واللهُ أَعْلمُ هَل سَيحْصُل في الْمُسْتَقْبل تَحْريفَاتٌ وانْقِسَامَاتٌ جَديدةٌ أمْ لا؟
المراجع
- للأمانة العلمية؛ فقد استفدت جُل المعلومات المذكورة في هذه النقطة من كتاب: «تاريخ النصرانية - مدخل لنشأتها ومراحل تطورها عبر التاريخ»، المبحث الرابع والسادس، المؤلف: عبد الوهاب بن صالح الشايع. وينظر للاستزادة: كتاب «التغييرات والتطورات التدريجية التي حدثت لرسالة يسوع بعد رفعه على مدى عدة قرون»، وهو منشور بهذا العنوان في شبكة المعلومات.