التعبد باسم الله (الغني)
1- اليقين بأن الله غني عن العالمين:
فالله مستغن عن خلقه، قال تعالى:
{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37]
وقال عز وجل:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} [الذاريات: 56 – 57]
2- الله تعالى غناه ذاتي:
غناه ذاتيُّ: أي أن غنى اللَّه في ذاته، وليس فيما يراه الناس من الملك في السماوات والأرض، ولكن غنى الخلق إنما يكون بما يمتلكون من ثروات وأموال.
3- الاستغناء عن العباد وتفويض الأمور كلها إلى الله الغني:
فلو أن الإنسان - الذي كرمه الله تعالى وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا - علم أن خالقه سبحانه هو الغني الذي بيده وحده كل الخير، وواسع الفضل، وآمن بأنه لا يدعى ولا تطلب النعم إلا منه جل وعلا، لاطمأن قلبه من فزع الجوع وخوف الفقر، ولسلب أموره التي فوضها للعباد، وأدعيته التي وضعها بين أيديهم، ليضعها في يد خالقه الغني رب العالمين، الذي يقدر وحده أن يمده بما شاء من فضله، إذ إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
4- يجب على العبد الموسر التواضع وشكر نعمة الله تعالى عليه:
فالله - تبارك وتعالى - فبيده خزائن السموات والأرض، وشكر نعمته تعالى يكون بِذُلِّ الافتقار إلى الله والإحسان إلى خلقه والتصدق، فكل من عدا الله فقير، وهذا الذي في يديه لا ينبغي أن يغره بحال من الأحوال؛ لأن المالك الحقيقي له هو الله، والذي بيده الغنى الحقيقي هو الله
{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:53]
5- الفقر من نصيب المخلوقين ومن وصفهم الذي لا ينفك عنهم:
قال الله - تبارك وتعالى -:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [فاطر:15]
فالخلق يحتاجون إلى ما تقوم به أبدانهم وأرواحهم ، وهذا يجعلهم فقراء إلى رزق اللَّه من كل الوجوه ، فإنهم فقراء إلى الطعام وإلى الشراب ، والنفس والروح والسعادة والزوجة والولد ، والسمع والبصر .. هذا فقرٌ مطلق إلى اللَّه الذي بيده هذه النعم وغيرها مما لا غنى عنه للخلق ، أما اللَّه جلَّ جلاله فإنه غنيّ عن ذلك كله ، بل وعن كل ما سواه ، تبارك وتعالى ، لذلك فإن غنى اللَّه غنى مطلق ، وكل العباد فقرهم إلى اللَّه فقر مطلق.
6- دعاء الله الغني:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ
« إِذَا بَقِىَ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ مَنْ ذَا الَّذِى يَدْعُونِى أَسْتَجِيبُ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِى يَسْتَغْفِرُنِى أَغْفِرُ لَهُ مَنْ ذَا الَّذِى يَسْتَرْزِقُنِى أَرْزُقُهُ مَنْ ذَا الَّذِى يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ أَكْشِفْهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ ». [أخرجه أحمد 16/440 حديث 10755، والنسائي 9/178 حديث 10238]