أسماء الله الحسنى - البر
الأدلةُ فِي القرآنِ وَالسنةِ:
وَرَدَ اسمُ البرِّ فِي قولِه تعالى:
{إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور: 28]
المعنى فِي حَقِّ اللهِ تعالى:
أهمُّ مَا ذُكِرَ فِي معنى البَر:
1- قالَ ابنُ عباس: البر: (اللطيفُ)([1]).
2-البرُّ أيضًا هو العطوفُ على عبادِه، المحسنُ إليهم، عَمَّ بِبِرِّهِ جميعَ خلقِه، فَلَمْ يبخلْ عليهم برزقِه، وهوَ البرُّ بأوليائِه؛ إذْ خصَّهم بولايتِه وَاصطفاهُم لعبادتِه، وهوَ البرُّ بالمحسنِ فِي مضاعفةِ الثوابِ له، وَالبَرُّ بالمسيءِ فِي الصفحِ وَالتجاوزِ عنه([2]).
3- أنَّه سبحانه البرُّ الذي شملَ الكائناتِ ببرِّه وَهباتِه وَكرمِه، وهوَ مولى الجميلِ، وَدائمُ الإحسانِ، وَواسعُ المواهِبِ، وَصفةُ البرِّ وَآثارُ هذا الوصفِ جميعُ النعمِ الظاهرةِ وَالباطنةِ، فلا يستغني مخلوقٌ عَنْ إحسانِه وبرِّه طرفةَ عينٍ([3]).
المعنى عِنْدَ المخالفين وَالمناقشةُ وَالردُّ:
أولًا ـ المعنى عِنْدَ المعتزلةِ:
بَرَّهُ: أي أَحْسَنَ إليه فهوَ مبرورٌ.
ثُمَّ قِيلَ: بَرَّ اللهُ عَمَلَهُ؛ إذا قَبِلَهُ كَأَنَّه أحسنَ إلى عملِه بأنْ قَبِلَه وَلَمْ يَرُده([4]).
وَالبَرُّ: المُحْسِنُ([5]).
ثانيًا ـ المعنى عندَ الأشاعرةِ:
البرُّ: هوَ فاعلُ البِرِّ([6]).
وَالبرُّ أيضًا: هوَ المُحْسِنُ.
وَبِرُّ اللهِ تعالى بعبادِه: إحسانُه إليهم، وَهوَ إمَّا فِي الدنيا أوْ الدينِ، أمَّا في الدينِ: فإمَّا بالإيمانِ وَالطاعةِ، أو بإعطاءِ الثوابِ على كُلِّ ذلك.
وَأمَّا فِي الدنيا فمَا قَسَمَ مِنَ الصحةِ وَالقوةِ، وَالمالِ وَالجاهِ، وَالأولادِ وَالأنصارِ، وَمِنْ نعمِه مَا هو معلومٌ بالجنسِ وَخارجٌ عَنْ الحصرِ بحسبِ النوعِ؛ كَمَا قَالَ تعالى:
{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34] (7)
() فتح الباري، ابن حجر، (8/765).
() شأن الدعاء، الخطابي، ص(89).
() الحق الواضح المبين، ابن سعدي، ص(254).
() الفائق في غريب الحديث، الزمخشري، (1/83).
() ينظر: المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، الغزالي، ص(220)، وشرح أسماء الله الحسنى، الرازي، ص(321).