الصمد
الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص: ٢].
المعنى:
فسّر العلماء اسم الصمد بعدة معانٍ، أشهرها قولان:
الأول: الصمد، الذي تصمد إليه المخلوقات في حاجاتها، أي: تقصده في الحاجات والرغائب، وتستغيث به عند المصائب، فتسأله وترجوه، فهو الكامل في صفاته، العظيم في أفعاله، السيد الذي انتهى سؤدده، الذي افتقرت إليه جميع المخلوقات، المستغني عن كلِ أحد، المحتاج إليه كلُّ أحد.
الثاني: الصمد الذي لا جوف له، والذي لا يأكل ولا يشرب، ولا يشبه المخلوقين، فالمخلوق له جوف يأكل ويشرب، أما الله سبحانه فهو الصمد المنزّه عن مشابهة المخلوقين، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: ١١].
مقتضى اسم الله الصمد وأثره:
اسم الله الصمد يقتضي من العبد أن يلجأ إلى الله تعالى في كل حاجاته ورغباته، فالصمد هو المقصود في الحوائج، والمخلوق مفتقر إلى الحوائج، فالله تعالى هو القادر على تلبيتها وتحقيقها.
فالعبد يسأل ربه الصمد في كل الأحوال، في السراء والضراء، والشدة والرخاء، يسأله ويلح عليه في السؤال، والله تعالى يستجيب بحكمته وعلمه، ويثيب على الدعاء بفضله وكرمه، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: ١٨٦].