التعريف باسم الله (الحسيب)
الحسيب: يجوز أن يكون من حسبت الحساب ويجوز أن يكون أحسبني الشيء إذا كفاني.
وقال الشاعر:
(ونحسبه إِن كَانَ لَيْسَ بجائع ... )
فالله تعالى محسب أي كاف فيكون فعيلا في معنى مفعل كأليم ونحوه ويجوز أن يكون من حسبت الحساب فالله تعالى محسوب عطاياه وفواضله
وقال الشاعر:
(إِن يدع زيد بني ذهل لمغضبة ... نغضب لزرعة إِن الْفضل مَحْسُوب)
[تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/49].
هو العليم بعباده، كافي المتوكلين، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق اعمالهم وجليلها.
والحسيب بمعنى الرقيب المحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل، وبالفضل، وبمعنى الكافي عبده همومه، وغمومه، وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}
أي كافيه أمور دينه ودنياه.
والحسيب أيضاً هو الذي يحفظ أعمال عباده من خير، وشر، ويحاسبهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
أي كافيك وكافي أتباعك، فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به في متابعة الرسول ظاهراً وباطناً، وقيامه بعبودية الله تعالى"
[تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/182].
قال الحليمي: ومعناه المدرك للأجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب من غير أن يحسب، لأن الحاسب يدرك الأجزاء شيئا فشيئا ويعلم الجملة عند انتهاء حسابه ، والله تعالى لا يتوقف علمه بشيء على أمر يكون، وحال يحدث، وقد قيل: الحسيب هو الكافي، فعيل بمعنى مفعل تقول العرب نزلت بفلان فأكرمني وأحسبني أي أعطاني ما كفاني حتى قلت حسبي.
[الأسماء والصفات للبيهقي 1/126].