الله الحفيّ
حَفِيَ به حَفاوةً- بفتح الحاء- فهو حَفِيٌّ؛ أي: بَالَغَ في إكرامه وإلطافه والعناية بأمره.
والحفيُّ أيضًا: المستقصي في السؤال، قال تعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا﴾ [الأعراف: 187]
وحفي الله بك: أكرمك. والتَّحفِّي: الكلام واللقاء الحسن.
وقد ورد هذا الاسم الكريم «الحفي» مُقَيَّدًا في قوله تعالى:
﴿إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ [مريم: 47]
و«الحفي»: البارُّ اللطيف، وعلى هذا يكون معنى الآية: إنه بارٌّ بي، ولطيفٌ يجيب دعائي إذا دعوتُه، وعلى هذا التقدير: يسألونك كأنك بارٌّبهم، لطيف العشرة معهم.
والأقرب: كأنك شديد المعرفة لهم.
و«الحفي» هو المعتني بالشيء.
وقوله: ﴿إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ فيه خمسة وجوه: مقرِّبًا مُكْرِمًا رحيمًا عليمًا مُتَفَقِّدًا.
وكل هذه المعاني صحيحة، فهو سبحانه حَفِيٌّ بالأنبياء والمؤمنين الصالحين، وهم يشعرون بذلك ويدركونه، وسيجدونه حين تضيق عليهم الأسباب، أو تُغلق دونهم الأبواب، ولذا قال إبراهيم عليه السلام: ﴿إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾ [مريم: 47]؛ أي: أن إبراهيم يرى هذه الحفاوة، ويعلمها، وينتظرها في مواضعها، وإنه لخليق بكل مؤمن أن يسعى لها، وأن يجد الروح والأنس والرضا والحُبور بهذا الإحساس الجميل، كما قال صلى الله عليه وسلم: «تَعَرَّفْ إليه في الرخاء يَعْرِفْكَ في الشدة».
يا حَفِيًّا بالصالحين أثِبْني *** منك عفوًا ورحمةً ورشادًا
واكْفِني شرَّ كلِّ باغٍ وطاغٍ *** واهدِني منك في طَرِيقي سَدادًا