الستير
الدليل:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) رواه أبو داود في سننه، وصححه النووي (خلاصة الأحكام)، وقال الشوكاني: "رجال إسناده رجال الصحيح" (نيل الأوطار)، وصححه الألباني في (صحيح أبي داود).
المعنى:
السَتِير بفتح السين وكسر التاء المخففة على وزن فَعِيل، كـ "السميع" و "الكريم"، وممن ضَبَطَه هذا الضبط السيوطي في شرحه على (سنن النسائي)، وابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث والأثر).
وبعضهم ضبط "السِّتِّير" بكسر السين والتاء المشددتين على وزن "السكِّين"، وممن ضبطه هذا الضبط المناوي في (فيض القدير) ومحمد شمس الحق العظيم آبادي في (عون المعبود).
والستير من السَّتر، يقال: سَتَر الشيءَ، أي: غطّاه، وَحَجَبَه، وأخفاه.
فالله الستير، أي: أنه سبحانه كثير السَّتر على عباده، يسترهم في الدنيا والآخرة، ولا يُظْهِر العيوب والفضائح والقبائح، وهو سبحانه يأمر بالستر، ويحب من عباده أن يستروا على أنفسهم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ أُمَّتي مُعافى إلَّا المجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْه) متفق عليه، واللفظ للبخاري.
مقتضى اسم الله الستير وأثره:
يقتضي اسم الله الستير إثبات صفة الستر لله تعالى كما يليق بكماله وجلاله.
وإذا كان الله تعالى قد سمَّى نفسَه بالستير، وأنه يحب الستر، كان حريٌ بالعباد أن يستروا على أنفسهم إذا وقعوا في الذنوب والمعاصي، ويستروا على غيرهم ولا يفضحوهم، فالفضيحة خصلة مذمومة قبيحة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومَن سَتَر مُسلِماً، سَتَره اللهُ يومَ القيامةِ) متفق عليه.
وحريٌ بالعبد أيضاً أن يدعو الله تعالى باسمه الستير بدوام الستر في الدنيا، وتمام الستر في الآخرة.