نعمة الإيمان
قال الله تعالى:
{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَىَّ إِسْلَٰمَكُم ۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَىٰكُمْ لِلْإِيمَٰنِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ}
[الحجرات: 17]
جاء في سبب نزول هذه الآية: أن بني أسد جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، أسلمنا وقاتلتك العرب ولم نقاتلك، فنزلت.
وبغض النظر عن سبب النزول فإن الآية الكريمة تقرر حقيقة كبيرة قد يغفل عنها كثير من الناس.
"إن الإيمان هو أكبر المتن التي ينعم الله بها على عبد من عباده، فليس هناك من منة تعدله أو تقاربه من آلاء الرزق والصحة والحياة والمتاع".
ما قيمة الإنسان بغير عقيدة وبغير إيمان؟!
ما قيمة الإنسان بغير أهداف كبرى وغايات سامية يسعى لتحقيقها؟!
وما قيمة الإنسان عندما تكون حياته كلها أكل وشرب ونوم، ثم يتكرر ذلك كل يوم؟!
إنه عندما يفقد هذه القضايا يفقد إنسانيته، ويفقد كرامته التي منحه الله إياها
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ}
[الإسراء: 70]
وتصبح حياته كحياة الحيوان الذي لا هدف له إلا اشباع غريزته في الأكل والشرب والجنس.
{إِنْ هُمْ إِلَّا كَٱلْأَنْعَٰمِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}
[الإسراء: 44]
كما قال سبحانه؛ لأن الأنعام عاشت بغريزتها إذا لم تمنح العقل، ولكن هذا الإنسان ترك عقله وعاش بغريزته، فكانت الأنعام أعلى منه قدراً.
إن الله تعالى خلق الجن والإنس لعبادته. . وحينما ينحرف إنسان عن فطرته ويشرك بالله أو يكفر به، فإنه يضيع غاية وجوده، فاستحق أن يضيع، ويفقد أكبر نعمو وضعها الله بين يديه وهي "الإيمان".. إنهم نسوا الله فنسيهم.
إن من واجب كل مؤمن أن يلهج لسانه باستمرار ثناء على الله وحمداً له على نعمة الإيمان التي تفضل الله بها عليه، وجعله من أهلها، ومنَّ عليه بها.