خطر الانشغال بالأموال
قال الله تعالى:
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ}
[المنافقون: 9]
قال تعالى:
{ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا}
[الكهف: 46]
والزينة تشغل الإنسان، ولذلك فهي ملهاة ومشغلة إذا لم يكن قلب المسلم متيقظاً.
والآية تنهى المؤمنين أن تكون أموالهم وأولادهم مستغرقة كل أوقاتهم فلا يبقى الوقت الذي يذكرون الله فيه.
على أن المسلم المنضبط مع الخطوط العريضة لهذا الدين لا يمكن أن يصل إلى هذه الحالة فالصلوات الخمس من ذكر الله.
والمسلم الذي يشعر بمراقبة الله تعالى في أعماله فيبتعد فيها عما حرم الله لن يصل إلى هذه الحالة.
والمسلم الذي بنى بيته على الإسلام وربى أبناءه عليه.. لن يصل إلى هذه الحالة.
ولكنه عندما يشغله تنمية أمواله بحجة أنه يصنع مستقبلاً لأبنائه، فإن الشيطان سينتقل به شيئاً فشيئاً حتى يلهيه عن ذكر الله.
فربما أغراه بتأخير الصلاة لإتمام صفقة تجارية، بحجة أن الوقت متسع، ثم ينتقل به مرحلة أخرى في جمع وقتين معاً كالظهر والعصر.. إلى يصل إلى التهاون بالصلاة.. وهكذا حتى يليه بما يشغله عن ذكر الله.
ومن شغلته أمواله وأولاده عن ذكر الله فهي الخسارة الكبرى.. التي يحذرنا الله تعالى أن نقع فيها.
وقوله تعالى:
{وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ}
أي: من ألهاه ماله وأولاده عن ذكر الله فهو الخاسر، الخسارة التي لا تعوض، كما قال تعالى:
{قُلْ إِنَّ ٱلْخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ}
[الزمر: 15]