التعبد باسم الله (المبين)
1- أن يعتقد العبد أنَّ الله أبان الحق، وأظهره للخلق، وقطعَ الحجة:
ومن رحمته أنه جلَّ وعلا لا يؤاخذُ الناس إلا بعد إقامة الحجة، كما قال تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}
.
وقد أرسلَ الله تعالى الرسل
{رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
وهذا من إبانته جلَّ في علاه، ومن إبانته سبحانه وبحمده أنه أبان الطرق الموصِله إليه بياناً واضحاً.
2- العلم بأن الله تعالى بيَّن أمره في الألوهية والربوبية:
فلا يخفى على خلقه بما نصب لهم من الدلائل والبينات الدالة عليه سبحانه.
3- لا سبيل لعدول العبد عن الحق إلى الباطل:
فقد أوضح الله تعالى لخلقه سبل النجاة من عقابه والفوز بجنته ومرضاته بما فطر عليه الناس من التوحيد وبما أرسل إليهم من الرسل وأنزل إليهم الكتب وأيدهم بالبراهين والمعجزات الدالة على صدقهم وصدق دعوتهم.
4- أن يُبينَ الحق من عَلِمَهُ:
ولهذا أخذ الله تعالى الميثاق على أولي العلم أن يُبينُ للناس الحق، وإذا أخفوه فقد خالفوا مقتضى اسمه المبين بما عَلِموه من الهدى الذي منَّ به عليه، قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ}، تأمَّل {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} بياناً جليّاً واضحاً، {وَلَا تَكْتُمُونَهُ}، فماذا كان منه؟ {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}، مهما عَظُم فهو قليل إزاء ما وعدَ الله تعالى به أولياءه في الآخرة، {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُون}
5- سمى الله تعالى رسوله بالمبين وكتابه بالمبين وآياته بينات:
فقال عز وجل:
{بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ} [الزخرف: 29]
{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} [يس: 69]
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} [البقرة: 99]