الله هو الحي القيوم ويحكم ما يريد ( شرح للأطفال )
واللهُ - يا أحبائي - حيٌّ لا يموت، قيوم لا ينام؛ قال تعالى:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255].
فلا يشبه الخلق الذين ينامون ويموتون لذلك؛ قال الله تعالى:
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].
فلا تستطيع العقول أن تتخيله أو تحيط به، فلا تدركه العقول ولا العيون، ولا تبلغه التخيلات ولا الظنون، وهو الباقي على مدى الزمان يخلق الخلق جيلًا بعد جيل، ويتصرف فيهم وحده.
الله يحكم ما يريد:
والله يا أحبابي هو المتصرف وحده في الوجود، فلا يولد مولود ولا يموت ميت إلا بإرادة الله.
عمر: إذًا يا شيخ، الله هو الذي أراد لي أن أخرج من بيتي وآتي إلى دار القرآن وأجلس هنا.
نعم يا عمر كل ذلك بإرادة الله.
عائشة: والله يا شيخ هو الذي جعل أبي يسافر إلى شركته ويعمل بها.
نعم يا عائشة، كل ذلك بإرادة الله وهو الذي بيده هداية الخلق؛
﴿ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴾ [الكهف: 17]
فمنهم الموفق لأعمال أهل السعادة، وله الجنة بفضل الله ورحمته، ومنهم الذي يعمل أعمال الشقاء، فإذا مات عليها دخل النار، كل ذلك بحكمة من الله وعلم.
فقد خلق الله الفأر والحية والكلب العقور، وأمرنا بقتلهم، وليس من الحكمة تربيتهم أو إطعامهم، أو إطعام الذئاب إذا جاعوا أو علاجهم إذا مرضوا، وكذلك الكفار، فمن الحكمة والعدل دخولهم النار، فهو العليم بكل شيء وبما يستحقه.