مفاتيح السعادة:
وتسبيح الله سبحانه وتعالى من الباقيات الصالحات.
وفي التسبيح: سلوة للطائعين، وملاذ للهاربين، وملجأ للخائفين؛ فهم يعلمون أن الذي يسبحونه وينزهونه من كل عيب ونقص هو: ملاذهم في الشدة، وأنيسهم في الوحشة، ونصيرهم في القلة.
كيف لا يستجاب لأهل التسبيح وهم الذين عرفوا الله في الرخاء فكيف لا يعرفهم في الشدة؟!
فهذا نبي الله يونس بن متى عليه السلام؛ ماذا قال الله عز وجل عنه؟
{فَلَوْلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
[الصافات: 143: 144].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كانت الحيتان تهدأ في البحر، ولا يهدأ هو من التسبيح، وكانت الضفادع تسكن من النقنقة، ولا يسكن هو من ذكر الله سبحانه وتعالى".
قال الحسن: "ما كان ليونس صلاة في بطن الحوت، ولكنه قدم عملاً صالحاً في حال الرخاء؛ فذكره الله به في حال البلاء".
وجاء في الأثر: "أن العبد إذا كان صالحاً أصبح معروفاً في السماء"؛ لأن التسبيح عمل صالح، والله عز وجل يقول:
{وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرْفَعُهُۥ ۚ }
[فاطر: 10].
بالتسبيح يرزق العبد، جاء في "الأدب المفرد" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ"
[حديث صحيح].