التعريف باسم الله (السلام)
السلام: قال أهل اللغة يقال سلمت على فلان تسليما وسلاما وقال بعضهم في قول الله عز وجل {وَإِذا خاطبهم الجاهلون قَالُوا سَلاما} أراد والله أعلم تسلما منه وبراءة.
ويقال السلام هو الذي سلم من عذابه من لا يستحقه [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/30 – 31].
والسلام والسلامة بمعنى واحد.
السلام في حق الله تعالى: تأويله ذو سلامة مما يلحق المخلوقين من الفناء والموت والنقص والعيب. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/ 215].
أي: المعظم المنزه عن صفات النقص كلها وأن يماثله أحد من الخلق، فهو المتنزه عن جميع العيوب، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} فالسلام، ينفي كل نقص من جميع الوجوه، ويتضمن الكمال المطلق من جميع الوجوه، لأن النقص إذا انتفى ثبت الكمال كله فهو المقدس المعظم المنزه عن كل سوء، السالم من مماثلة أحد من خلقه ومن النقصان ومن كل ما ينافي كماله. فهذا ضابط ما ينزه عنه، ينزه عن كل نقص بوجه من الوجوه، وينزه ويعظم أن يكون له مثيل أو شبيه أو كفو أو سمي أو ند أو مضاد، وينزه عن نقص صفة من صفاته التي هى أكمل الصفات وأعظمها وأوسعها.
ومن تمام تنزيهه عن ذلك إثبات صفات الكبرياء والعظمة له فإن التنزيه مراد لغيره ومقصود به حفظ كماله عن الظنون السيئة كظن الجاهلية الذين يظنون به ظن السوء، ظن غير ما يليق بجلاله وإذا قال العبد مثنياً على ربه "سبحان الله" أو "تقدس الله" أو "تعالى الله" ونحوها كان مثنياً عليه بالسلامة من كل نقص وإثبات كل كمال. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/208 – 209].
قال الحليمي في معنى السلام: إنه السالم من المعائب إذ هي غير جائزة على القديم فإن جوازها على المصنوعات لأنها أحداث وبدائع , فكما جاز أن يوجدوا بعد أن لم يكونوا موجودين جاز أن يعدموا بعدما وجدوا وجاز أن تتبدل أعراضهم وتتناقص أو تتزايد أجزاؤهم , والقديم لا علة لوجوده فلا يجوز التغير عليه ولا يمكن أن يعارضه نقص أو شين , أو تكون له صفة تخالف الفضل والكمال.
وقال الخطابي: وقيل السلام هو الذي سلم الخلق من ظلمه. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/101].