التعريف باسم الله (السميع)
السميع: هو فعيل في معنى فاعل والله تعالى سامع وسميع ويجيء على قياس قول قطرب أن يقول في سميع إنه الذي يسمع السر وسامع في كل شيء
ويجيء في كلامهم سمع بمعنى أجاب من ذلك ما يقوله المصلي عند رجوعه من الركوع سمع الله لمن حمده فسر على أنه بمعنى استجاب [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/42].
السميع في حق الله تعالى: يكون السميع علا ثلاثة أوجه:
1- من وصف الذات بأن المسموعات لا تخفى عليه.
2- بمعنى مسمع أي يسمع غيره كأليم بمعنى مؤلم ووجيع بمعنى موجع.
3- بمعنى سامع كعليم بمعنى عالم.
وهذه الثلاثة أوجه في السميع يجوز وصف الله جل اسمه بها، وقد يكون السامع في صفات الله عز وجل بمعنى المجيب فسمع الله دعاءك أي أجابَهُ. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/ 75 - 76].
فهو سبحانه الذي يسمع جميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، فالسر عنده علانية البعيد عنده قريب.
وسمعه تعالى نوعان:
احدهما: سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، واحاطته التامة بها.
والثاني: سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيصيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} وقول المصلي سمع الله لمن حمده أي استجاب. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/209 – 210].
وقال الحليمي رحمه الله في معنى السميع ": إنه المدرك للأصوات التي يدركها المخلوقون بآذانهم , من غير أن يكون له أذن , وذلك راجع إلى أن الأصوات لا تخفى عليه , وإن كان غير موصوف بالحس المركب في الأذن , لا كالأصم من الناس , لما لم تكن له هذه الحاسة لم يكن أهلا لإدراك الأصوات.
قال الخطابي: السميع بمعنى السامع , إلا أنه أبلغ في الصفة , وبناء فعيل بناء المبالغة , وهو الذي يسمع السر والنجوى , سواء عنده الجهر والخفت , والنطق والسكوت , قال: وقد يكون السماع بمعنى الإجابة والقبول , كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع» , أي من دعاء لا يستجاب ومن هذا قول المصلي: سمع الله لمن حمده , معناه قبل الله حمد من حمده. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/119].