التعريف بأسماء الله (الشاكر - الشكور)
(الشاكر): اسم الفاعل من شكر يشكر فهو شاكر ومشكور، والشكر مقابلة المنعم على فعله بثناء عليه وقبول لنعمته واعتراف بها. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/87].
(الشكور): هو فعول من الشكر وأصل الشكر في الكلام الظهور ومنه يقال شكير النبت وشكر الضرع إذا امتلأ وامتلاؤه ظهوره. [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج 1/47]
ومعنى الشاكر الشكور في حق الله تعالى: وهو الذي يشكر القليل من العمل الخالص النقي النافع، ويعفو عن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملا بل يضاعفه أضعافاً مضاعفة بغير عدٍ ولا حساب، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وقد يجزئ الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل، وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرماً منه وجوداً، والله لا يضيع أجر العاملين به إذا أحسنوا في أعمالهم واخلصوها لله تعالى.
فإذا قام عبده بأوامره، وامتثل طاعته أعانه على ذلك، وأثنى عليه، ومدحه، وجازاه في قلبه نوراً وإيماناً وسعة، وفي بدنه قوة ونشاطاً وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء، وفي أعماله زيادة توفيق.
ثم بعد ذلك يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملاً موفوراً، لم تنقصه هذه الأمور. ومن شكره لعبده، أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ومن تقرب منه شبراً تقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن عامله ربح عليه أضعافاً مضاعفة ". [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/210].