الصفحة رقم 144 من كتاب الموسوعة العقدية - الدرر السنية
- الشكر
صفةٌ فعليةٌ لله عَزَّ وجَلَّ، و (الشاكر) و (الشكور) من أسمائه تعالى، وكل ذلك ثابت بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة: 158]
وقوله: وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [التغابن: 17]
الدليل من السنة:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ساقي الكلب ماءً، وفيه: ((فنَزل البئر،
فملأ خفه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر
له)) (¬1).
قال ابن منظور في (لسان العرب): والشكور: من صفات الله جل اسمه، معناه: أنه
يزكو عنده القليل من أعمال العباد، فيضاعف لهم الجزاء، وشكره لعباده:
مغفرة لهم.
وقال أبو القاسم الزجاجي (¬2): وقد تأتي الصِّفة بالفعل لله عَزَّ وجَلَّ
ولعبده، فيقال: (العبد شكور لله)؛ أي: يشكر نعمته، والله عَزَّ وجَلَّ
شكورٌ للعبد؛ أي: يشكر له عمله؛ أي: يجازيه على عمله، والعبد توابٌ إلى
الله من ذنبه، والله توابٌ عليه؛ أي: يقبل توبته ويعفو عنه.
قلت: تفسير شكر الله لعباده بالمغفرة والمجازاة قد يُفهم منه صرفه عن الحقيقة وهذا غير صحيح.
قال ابن القيم (¬3): وأما شكر الرب تعالى؛ فله شأن آخر؛ كشأن صبره، فهو
أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة؛ فإنه يعطي العبد،
ويوفقه لما يشكره عليه إلى آخر كلامه رحمه الله، وهو نفيس جداً. صفات الله
عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص185
¬_________
(¬1) رواه البخاري (2363)، ومسلم (2244).
(¬2) ((اشتقاق أسماء الله)) (ص152).
(¬3) ((عدة الصابرين)) (414).