التعريف باسم الله (الشهيد)
الشهيد: بمعنى الشاهد، والشاهد خلاف الغائب، وهو الشاهد الذي يشهد بما عاين وحضر. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/ 132].
فالشهيد الحاضر يقال شهدت الشيء وشهدت به وأصل قولهم شهدت به من الشهادة التي هي الحضور، واليوم المشهود: يوم القيامة لأنه معلوم كونه لا محالة.
فكان معنى الشهيد: العالِم. [أسماء الله الحسنى للزجاج 1/53].
الشهيد في حق الله تعالى: لا تخفى عليه الأشياء فهو شهيدًا لها أي عالمًا بها وبحقائقها علم المشاهد لها لأنه لا تخفى عليه خافية. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/132]
فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة، والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر، وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله وتعبد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/208].
قال الحليمي: في معنى الشهيد: إنه المطلع على ما لا يعلمه المخلوقون إلا بالشهود وهو الحضور , ومعنى ذلك أنه وإن كان لا يوصف بالحضور الذي هو المجاورة أو المقاربة في المكان فإن ما يجري، ويكون من خلقه لا يخفى عليه كما [ص:127] يخفى على البعيد النائي عن القوم ما يكون منهم , وذلك أن النائي إنما يؤتى من قبل قصور آلته ونقص جارحته , والله تعالى جل ثناؤه ليس بذي آلة ولا جارحة فيدخل عليه فيهما ما يدخل على المحتاج إليهما. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/126].