التعريف باسم الله (العظيم)


فريق عمل الموقع

العظيم: من له العظمة والرئاسة. [اشتقاق أسماء الله الحسنى للزجاجي 1/ 111].

المعظم في صفة الله تعالى يفيد عظم الشأن والسلطان وليس المراد به وصفه بعظم الأجزاء لأن ذلك من صفات المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا. [أسماء الله الحسنى للزجاج 1/38].

العظيم في حق الله تعالى: الجامع فجميع صفات العظمة والكبرياء والمجد والبهاء الذي تحبه القلوب، وتعظمه الأرواح، ويعرف العارفون أن عظمة كل شيء، وإن جلت في الصفة، فإنها مضمحلة في جانب عظمة العلي العظيم والله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم فلا يقدر مخلق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصى ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يتثنى عليه عباده.

واعلم أن معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان:

أحدهما: أنه موصوف بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء، والعظمة، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كف الرحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس وغيره وقال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}.

وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ}.

وقال تعالى وهو العلي العظيم: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ}.

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته" فلله تعالى الكبرياء والعظمة، والوصفان اللذان لا يقدر قدرهما ولا يبلغ كنههما.

النوع الثاني: من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظم كما يعظم الله فيستحق جل جلاله من عباده أن يعظموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذل له، والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته، ومن تعظيمه أن يتقى حق تقاته فيطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، ومن تعظيمه تعظيم ما حرمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} و {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} ومن تعظيمه أن لايعترض على شيء مما خلقه أو شرعه. [تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي 1/216 – 218].

قال الحليمي: إنه الذي لا يمكن الامتناع عليه بالإطلاق , ولأن عظيم القوم إنما يكون مالك أمورهم الذي لا يقدرون على مقاومته ومخالفة أمره , إلا أنه وإن كان كذلك ماهيته فقد يلحقه العجز بآفات تدخل عليه فيما بيده فيوهنه ويضعفه حتى يستطاع مقاومته , بل قهره وإبطاله , والله تعالى جل ثناؤه قادر لا يعجزه شيء , ولا يمكن أن يعصى كرها أو يخالف أمره قهرا , فهو العظيم إذا حقا وصدقا , وكان هذا الاسم لمن دونه مجازا.

قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله: العظيم هو ذو العظمة والجلال ومعناه ينصرف إلى عظم الشأن وجلالة القدر , دون العظيم الذي هو من نعوت الأجسام. [الأسماء والصفات للبيهقي 1/94].

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ التعريف باسم الله (العظيم)

  • الصمد

    فريق عمل الموقع

    الصمد قال تعالى: (قل هو الله أحد*الله الصمد)، لهذا الاسم عدة معانٍ أشهرها معنيان: 1- الرب الكامل والسّيد

    13/01/2021 1396
  • التعريف باسم الله (العفو)

    فريق عمل الموقع

    العفو: الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من اسم الغفور، لكنه أبلغ منه لأن الغفران ينبئ عن الستر،

    05/05/2021 1193
  • التعريف باسم الله (الآخر)

    فريق عمل الموقع

    (الآخر): هو الذي لا انتهاء لوجوده، فهو المتأخر عن الأشياء كلها ويبقى بعدها. [تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج

    24/05/2021 1032
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day