أقوال السلف في اسم الله (الفتاح)
أولًا: أقوال بعض الصحابة والتابعين في اسم الله (الفتاح):
1- قال ابن عباس: {الفتاح}: القاضي.
عن قتادة , عمن أخبره عن ابن عباس , رضي الله عنهما قال: " ما كنت أدري ما قوله: افتح بيننا حتى سمعت بنت ذي يزن أو ابنة ذي يزن تقول: تعال أفاتحك أقاضيك.
[الأسماء والصفات للبيهقي 1/164].
2- عن قتادة قوله (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا) يوم القيامة (ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا) أي: يقضي بيننا. [تفسير الطبري 20/405].
ثانيًا: أقوال بعض المفسرين في تفسير اسم الله (الفتاح):
1- قال الطبري: {الفتاح}: يقول: والله القاضي العليم بالقضاء بين خلقه، لأنه لا تخفى عنه خافيه، ولا يحتاج إلى شهود تعرفه المحق من المبطل.. [تفسير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) 20/ 405].
2- قال السمرقندي: {الفتاح}: القاضي العليم بما يقضي. [بحر العلوم، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفى: 373هـ)، 3/ 90].
3- قال مكي بن أبي طالب: {الفتاح}: أي: والله الحاكم القاضي بين خلقه لا يخفى عليه حالهم ولا يحتاج إلى شهود. [الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (المتوفى: 437هـ)، 9/ 5926].
4- قال البغوي: {يفتح}: يقضي. [معالم التنزيل في تفسير القرآن - تفسير البغوي، محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى : 510هـ)، 6/ 399]
5- قال فخر الدين الرازي: {يفتح}: قيل معناه يحكم، ويمكن أن يقال بأن الفتح هاهنا مجاز وذلك لأن الباب المغلق والمنفذ المسدود يقال فيه فتحه على طريق الحقيقة. ثم إن الأمر إذا كان فيه انغلاق وعدم وصول إليه فإذا بينه أحد يكون قد فتحه وقوله: وهو الفتاح العليم إشارة إلى أن حكمه يكون مع العلم لا مثل حكم من يحكم بما يتفق له بمجرد هواه.. [مفاتيح الغيب - التفسير الكبير، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى: 606هـ)، 25/ 206].
6- قال البيضاوي: {الفتاح}: الحاكم الفاصل في القضايا المنغلقة.. [أنوار التنزيل وأسرار التأويل، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ)، 4/247].
7- قال ابن كثير: {الفتاح}: أي: الحاكم العادل العالم بحقائق الأمور. [تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، 6/ 517].
8- قال أبو السعود: {الفتاح}: الحاكم الفيصل في القضايا المنغلقة. [تفسير أبي السعود - إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (المتوفى: 982هـ)، 7/ 133]
9- قال الآلوسي: {الفتاح}: القاضي في القضايا المنغلقة فكيف بالواضحة كإبطال الشرك وإحقاق التوحيد أو القاضي في كل قضية خفية كانت أو واضحة، والمبالغة على الأول في الكيف وعلى الثاني في الكم، ولعل الوجه الأول أولى، وفيه إشارة إلى وجه تسمية فصل الخصومات فتحا وأنه في الأصل لتشبيه ما حكم فيه بأمر منغلق كما يشبه بأمر منعقد في قولهم: حلال المشكلات. [تفسير الآلوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)، 11/315]
ثالثًا: أقوال بعض أهل العقيدة في اسم الله (الفتاح):
1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد يفتح الله على المتدبر والمتفكر في التأويل والمعاني ما لا يفتحه على غيره وفوق كل ذي علم عليم فقد جعل هؤلاء الفرق بين التفسير والتأويل أن التفسير يُعْلَمُ بالنقل والسماع والتأويل ما يفهم من الآية بالاستنباط منها بحيث يكون ذلك المعنى موافقاً لما قبلها وما بعدها غير مخالف للكتاب والسنة. [بيان تلبيس الجهمية 8/276].
2- قال ابن القيم: فإن المريد الصادق: يفتح الله على قلبه، وينوره بنور من عنده، مضاف إلى ما معه من نور العلم، يعرف به كثيرا من أمر دينه. فيستغني به عن كثير من علم الناس، فإن العلم نور. وقلب الصادق ممتلئ بنور الصدق. ومعه نور الإيمان. والنور يهدي إلى النور. [مدارج السالكين 2/348].
3- قال أبو حامد الغزالي: هو الذي ينفتح بعنايته كل منغلق وبهدايته ينكشف كل مشكل فتارة يفتح الممالك لأنبيائه ويخرجها من أيدي أعدائه ويقول {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} 48 سورة الفتح وتارة يرفع الحجاب عن قلوب أوليائه ويفتح لهم الأبواب إلى ملكوت سمائه وجمال كبريائه ويقول {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} 35 سورة فاطر ومن بيده مفاتح الغيب ومفاتيح الرزق فبالحري أن يكون فتاحا. [المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى: 505هـ) 1/86].