الطريق. .
"أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ"
[أخرجه مسلم].
ومن عرف معنى الأسماء الثلاثة: (العلي الأعلى المتعالي)؛ عرف أن الله عز وجل على بصفات الكمال، متعال عن صفات النقص، أعلى من خلقه.
ومن أعلى هذا المشهد حقه – معرفةً وعبوديةً – استغنى به، وبلغ العزة والمجد؛
{وَرَفَعْنَٰهُ مَكَانًا عَلِيًّا}
[مريم: 57].
والعلو في الدراين ينال: بالإيمان:
{وَمَن يَأْتِهِۦ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَأُولَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلْعُلَىٰ}
[طه: 75]
وبالعلم:
{يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا ٱلْعِلْمَ دَرَجَٰتٍۢ ۚ}
[المجادلة: 11].
وبالتواضع، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
"وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ"
[أخرجه مسلم]
ولما طلب أحد الصحابة رضي الله عنهم مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ قال له:
"فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ"
[أخرجه مسلم]
والذكر في السجود: (سبحان ربي الأعلى)، والله عز وجل قال:
{سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلْأَعْلَى}
[الأعلى: 1]
وعبب بعضهم هذا القول في السجود: بأنه غاية في الخضوع والتذلل من التعبد بأشرف شيء فيه لله عز وجل، وهو: وجهه؛ بأن يضعه على التراب، فناسب وهو في غاية سفوله أن يصف ربه بأنه: الأعلى عز وجل.
ولذلك لما كان هذا حال العبد في تلك الهيئة كان أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم:
"أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ"
[أخرجه مسلم].