وصية ثمينة:
يوصي النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس رضي الله عنهما:
"يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك! احفظ الله تجده تجاهك!"
[حديث صحيح. رواه الترمذي]
ولما قيل لمحب الدين الطبري – وهو إمام شافعي كبير-"قفزت من السفينة وأنت شيخ كبير؟ فقال- كلمة خلدت في التاريخ!-: هذه أعضاء حفظناها في الصغر؛ فحفظها الله لنا في الكبر"،
{فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَٰفِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ}
[يوسف: 64]
قال العلماء: احفظ أوامر الله بالامتثال، ونواهيه بالاجتناب، وحدوده بعدم تعديها؛ يحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك، وفي جميع ما آتاك الله من فضله في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم:
"احفظ الله يحفظك! احفظ الله تجده تجاهك!"
[حديث صحيح. رواه الترمذي]
وأما في الآخرة؛ فقد بشرهم الله بالفوز العظيم، قال سبحانه وتعالى:
{وَٱلْحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ}
[التوبة: 112].
وعلى قدر حفظك لحدود الله يكون قدر الولاية، ويدخل في هذا:
حفظ التوحيد، وحفظ شعائر الدين؛ ولا سيما الصلاة:
{حَٰفِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَٰنِتِينَ}
[البقرة: 238]
وحفظ الله السمع والبصر والفؤاد عن الحرام:
{إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰٓئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًا}
[الإسراء: 36]
{فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ ۚ}
[النساء: 34]
وحفظ الفرج:
{وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَٰفِظُونَ}
[المؤمنون:5]
وحفظ الأيمان:
{وَٱحْفَظُوٓا أَيْمَٰنَكُمْ ۚ}
[المائدة: 89]
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو:
"اللهم! احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي"
[حديث صحيح. رواه الترمذي]
وإذا أراد النوم طلب صلى الله عليه وسلم من الله الحفظ.