قريب منك. .
يسمع كلماتك، ويرى أفعالك، لا تخفى عليه منك خافية.
سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يدعون ربهم بأصوات جهورة مرتفعة؛ فقال:
"أيها الناس! اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً"
[أخرجه البخاري ومسلم]
تهمس في سجودك: "سبحان ربي الأعلى"؛ فإذا السماوات تتفتح لدعوتك وإذا بالمولى يسمعك؛ فلا تتوهم أنه بعيد، أو أنه تخفى عليه منك خافية.
يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء
{وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا}
[الأنعام: 59]
فمن حكمته ونعمته: أن يذكرك بأنه ابتدأت منه المخلوقات، وانتهت إليه عبوديتها، فكما كان واحداً في إيجادك فاجعله واحداً في تألهك إليه، وكما ابتدأ وجودك وخلقك منه فاجعله نهاية حبك وإرادتك وتألهك.