الولاية بقدر الامتثال:
وولاية الله تبارك وتعالى للعبد المؤمن بحسب محبته له، يقول ابن القيم رحمه الله: "الولاية أصلها: الحب، فلا موالاة إلا بحب، كما أن العداوة أصلها: البغض.
والله ولي الذين آمنوا وهم أولياؤه، فهم يوالونه بمحبتهم له، وهو يواليهم بمحبته لهم، فالله يوالي عبده المؤمن بحسب محبته له".
وولاية الله سبحانه وتعالى ليست كغيرها؛
{لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }
[الشورى: 11]
والله سبحانه وتعالى يوالي عبده إحساناً إليه وجبراً له ورحمة،
{ٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا}
[البقرة: 257]
بخلاف المخلوق؛ فإنه يوالي المخلوق لتعززه به وتكثره بموالاته، لذل العبد وحاجته.
وأما العزيز الغني سبحانه وتعالى فلا يوالي أحداً من ذل وحاجة، فالله عز وجل قد قال:
{وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٌ فِى ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُۥ وَلِىٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}
[الإسراء: 111].