الجميل
الدليل:
ورد اسم الجميل في السنة النبوية، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ، قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاسِ)؛ رواه مسلم.
المعنى:
الجميل من الجمال، وهو الحُسْن، وضده القبح.
فالله تعالى جميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فجماله سبحانه جمال مطلق لا يشوبه نقص ولا عيب، فهو كامل الأوصاف، وهو واهب الجمال للمخلوقات، فجماله بلغ الغاية بحيث لا يمكن لمخلوق وصفه ولا التعبير عنه، ويكفي في جماله أن أهل الجنة بالرغم مما هم فيه من ألوان النعيم والمتع والسرور والحبور، أنهم إذا رأوا ربهم انشغلوا برؤيته عن كل ما هم فيه من النعيم، بل رؤيته سبحانه وتعالى أعلى مراتب النعيم في الجنة، قال عز وجل: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَىرَبهَا نَاظِرَةٌ ﴾ القيامة: [٢٢ - ٢٣].
مقتضى اسم الله الجميل وأثره:
يقتضي اسم الله الجميل محبة العبد لربه محبة تامة، وتعلُّقه به، فالجميل يجذب الأنظار ويأسر القلوب، فكيف بالله تعالى الذي هو مصدر كل جمال في الكون، فالمؤمن إذا أدرك أن كل جمال في الوجود من آثار صنعته، فما الظن بمن صدر عنه هذا الجمال، وهو رب العالمين جلَّ جلاله.
فو اعجبًا لمخلوق يتعلَّق بجمال مخلوق مثله، جمالٍ زائلٍ متغيرٍ لا يبقى على حال، ويترك جمال رب العالمين الكامل المطلق، الذي لا نقص فيه ولا عيب، والذي هو مصدر كل جمال، فكيف ننشغل بالأثر ونغفل عن المصدر؟!
كما أن اسم الله الجميل يقتضي من العبد أن يكون على أجمل هيئة وأحسنها من غير إسراف ولا مَخيلة؛ لأن الله تعالى يحب الجمال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: (إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ).