يعجز اللسان عن البيان!!
جاء في "صحيح مسلم"
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال"
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه لأبيات ابن القين في "نونيته": "الجميل: من له نعوت الحسن والإحسان، فإنه جميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فلا يمكن لمخلوق أن يعبر عن بعض جمال ذاته سبحانه وتعالى حتى أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، واللذات والسرور، والأفراح التي لا يقدر قدرها؛ إذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ما هم فيه من النعيم، وتلاشى ما هم فيه من الأفراح، وودوا أن لو يدوم هذا الحال؛ ليكتسوا من جماله ونوره جمالاً إلى جمالهم؛ لأن قلوبهم كانت في شوق دائم ونزوع إلى رؤية ربهم، ويفرحون بــ(يوم المزيد) فرحاً تكاد تطير له القلوب!
وكذلك هو: الجميل في أسمائه؛ فإنها كلها حسنى، بل أحسن الأسماء على الإطلاق وأجملها سبحانه وتعالى
{ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا }
[الأعراف: 180]
فكلها دالة على غاية الحمد والمجد والكمال، لا يسمى باسم منقسم إلى كمال وغيره.
وهو: الجميل في أوصافه؛ فإن أوصافه كلها أوصاف كمال، ونعوت ثناء وحمد.
وأفعاله كلها جميلة؛ فإنها دائرة بين أفعال البر والإحسان التي يحمد عليها ويشكر"
ولو كانت الأشجار أقلاماً، والبحار مداداً، والسماوات ألواحاً، والخلائق يملون الثناء، ويكتبون المديح عن جمال الله؛ لكانوا فيما يستحقه مقصرين، وفيما يجب له: متقطعين، وبالعجز عن القيام بشكره معترفين.
جماله لا تحيط به العقول، ولا تدركه الأبصار؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"
[أخرجه مسلم]