حمى السيد:
وإطلاق (السيد) على المخلوق: جائز؛ لقوله عز وجل عن يحيى عليه السلام: {وسيداً} [آل عمران: 39]
وجاء في حديث الشفاعة:
"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر"
[رواه مسلم]
وقوله صلى الله عليه وسلم في سعد بن معاذ:
"قوموا إلى سيدكم"
[رواه البخاري]
ولا تعارض بينهما وبين رواية: "السيد الله"
[حديث صحيح. رواه أبو داود]
لأن سيد الخلق عند المؤمنين يقصد بها: الرئاسة والإمامة.
والعرب تقول: فلان سيدنا؛ أي: رئيسنا والذي نعظمه.
وأما وصف الله عز وجل بالسيد فمعناه: أنه مالك الخلق، والخلق كلهم عبيده.
ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه لما قيل له: أنت سيدنا قال:
السيد الله، قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان"
[حديث صحيح. رواه أبو داود]
فيه: دليل علي: حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد، وصيانته لجنابه وسد طرق الشرك.
وكره صلى الله عليه وسلم أن يمدح في وجهه، مع أنهم لم يقولوا إلا حقاً، فهو القائل:
أنا سيد ولد آدم"
[أخرجه مسلم]
وخوفاً عليهم من انصراف القلب إلى نوه من التعلق بالمخلوقين والذل لهم والانكسار؛ الذي لا يحل ولا يجوز صرفه إلا لله الواحد القهار.
اللهم إنا نسألك باسمك السيد! أن ترفع ذكرنا، وتضع وزرنا؛ فأنت على كل شيء قدير.