نداء لأولي الألباب!
وإذا كان كذلك؛ فكيف يصح أن ينسب إليه شيء منهما على أنه ولد له – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً!، بل كل ما فيهما فمن إيجاده وإبداعه، وهو خاضع له وعابد، فالله تبارك وتعالى قد قال:
{وَقَالُوا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَٰنَهُۥ ۖ بَل لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ}
[البقرة: 116-117]
وإذا ثبت أن: كل ما في السماوات والأرض من إيجاده وإبداعه؛ ثبت أنه داخل في عباده وملكه، فيستحيل أن يكون له ولد.
وإذا كان الأمر كذلك؛ كان حقاً على البشر: أن يأتمروا بأمره وينصرفوا عما نهى عنه؛ فضلاً أن ينسبوا له الولد والزوجة!
ثم إن الله سبحانه وتعالى أمرنا: أن نتفكر في الكون وفي بديع صنعه، فالله قال جل وعز:
{إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَآيَٰتٍۢ لِّأُولِى ٱلْأَلْبَٰبِ}
[آل عمران: 190]
فالكون كله يحوي دلائل الإيمان، ويشير إلى صانعه السميع البصير.
تأمل سطور الكائنات فإنها من الملا الأعلى إليك رسائل
وقد خط فيها لو تأملت خطها ألا كل شيء ما خلا الله باطل
شهود على فضل الإله ومنه لسان فصيح صامت وهو قائل