المحسن جل جلاله
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا، فإن الله عز وجل محسن يحب الإحسان"
[حديث حسن رواه الطبراني في "المعجم الأوسط]
وجاء في الحديث الآخر
من حديث شداد بن أوس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل محسن يحب الإحسان..."
[حديث صحيح. "الجامع الصغير"]
ربنا عز وجل بلغ الكمال في ذاته وصفاته وأفعاله؛
{ وَلِلَّهِ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ فَٱدْعُوهُ بِهَا ۖ}
[الأعراف: 180]
فلا أحسن ولا أكمل منه!
وربنا عز وجل هو:
{ٱلَّذِىٓ أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ ۖ }
[السجدة: 7]
فالإحسان له وصف لازم، فلا يخلو موجود من إحسانه طرفة عين، غمر الخلق جميعاً بإحسانه وفضله؛ برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، ولا قيام لهم ولا بقاء إلا به وبجوده وإنعامه.
ويتحلى إحسان الله عز وجل للعبد بأن أخرجه من العدم إلى الوجود،
{هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًٔا مَّذْكُورًا}
[سورة الإنسان:1]
{وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلْإِنسَٰنِ مِن طِينٍۢ}
[السجدة: 7]
ثم صوره في أحسن صورة:
{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}
[غافر: 64]
ثم جعل له عقلاً يميز بين الحق والباطل:
{وَهَدَيْنَٰهُ ٱلنَّجْدَيْنِ}
[البلد: 10]
وسخر له السماوات والأرض وما فيهن:
{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُۥ ظَٰهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ}
[لقمان: 20]
وأسبع عليه النعم التي لا تعد ولا تحصى:
{وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}
[إبراهيم: 34]