بناء اليقين الصحيح
فإذا تم الاقتناع بكل القضايا التي يقوم عليها التصور الإسلامي للحياة والكون، وعالم الغيب والشهادة تأتي السمة الأخرى للقرآن وهي قدرته الفريدة على ترسيخ هذه الأفكار والتصورات وبناء اليقين الصحيح بها في العقل الباطن من خلال عرضها بأساليب مختلفة:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ}
[الكهف: ٥٤]
تأمل معي عرض القرآن لموضوع الجهاد في سبيل الله، أو الرزق، أو قيمة الدنيا، و ابحث عن عدد المرات التي تم فيها عرض هذه الموضوعات.
وانظر كذلك في قصص السابقين، وسل نفسك كم سورة تم فيها تناول قصة - عليه السلام - وبني إسرائيل كمثال يتكرر ، ومن خلال تكراره تترسخ المعاني التي تتناولها هذه القصص في العقل الباطن. موسی وخلاصة القول: إن القرآن يقوم بإعادة تشكيل العقل وبناء اليقين الصحيح فيه، فتتغير تبعا لذلك تصورات صاحبه واهتماماته، ومن ثم تلقائية أفعاله.