فضل أهل الإيمان (24)
فضل أهل الإيمان :
28- أهل الإيمان يشكرون في حال السراء، ويصبرون في حال الضراء :
فأهل الإيمان إذا وقع عليهم البلاء فإنهم يصبرون لعلمهم أن هذا بقدر الله تعالى.
قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ (الحديد:22-23).
والمؤمنون يعلمون أن الله عز وجل له حكمة في قضائه وقدره وهذا يحملهم على الرضى والتسليم.
قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم ﴾ (التغابن: 11).
قال عِلقمة- رحمه الله-: "هي المصيبة تصيب العبد فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم".
فالإيمان يسلي أصحابه عن المصائب والمكاره التي هم عرضة له في أي وقت، ويعلمون أن الله تعالى ابتلاهم ليمتحن صبرهم ويجزيهم عليه.
قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (الزمر:10).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ".
والشكر والصبر هما جماع كل خير، فالمؤمن مغتنم للخيرات في كل أوقاته، رابح في كل حالاته، ويجتمع له عند النعم والسراء نعمتان: نعمة حصول المحبوب، ونعمة التوفيق للشكر الذي هو أعلى من ذلك، وبذلك تتم عليه النعمة ويجتمع له عند حصو الضراء ثلاث نِعم: نعمة تكفير السيئات ونعمة حصول مرتبة الصبر التي هي أعلى من ذلك ونعمة سهولة الضراء عليه؛ لأنه متى عرف حصول الأجر والثواب والتمرن على الصبر هانت عليه المصيبة. (انظر التوضيح والبيان لشجرة الإيمان للشيخ السعدي رحمه الله صــ71-88)