مشهد من ليل حبيبة العدوية رضى الله عنها
وهذه الزاهدة العابدة ، المحبة لله تعالى ، حبيبة لله تعالى ، حبيبة العدوية رضى الله عنها
، محبة للخلوى بالله تعالى في ظلمة الليل ؛ فعن عبد الله المكى أبي محمد ، قال : " كانت العدوية إذا صلت العتمة ؛ قامت على السطح ، فشدت عليها ذراعها (1) وخمارها ؛ فقالت : إلهي غارت النجوم ، ونامت العيون ، وغلقت الملوك أبوابها ، وبابك مفتوح ، وخلا كل حبيب حبيبه ، وهذا مقامي بين يديك ، فإذا كان السحر ؛ قالت : اللهم هذا الليل قد أدبر ، وهذا النهار قد أسفر ؛ فليت شعري هل قبلت من ليلتي ؛ فأهني ، أم رددتها علي ؛ فأعزى ؟ فوعزتك لهذا دأبي ودأبك أبداً ما أبقيتني ، وعزتك ، لو انتهزتني (2) ما برحت من بابك ، ولا وقع في قلبي غير جودك وكرمك " (3).
المراجع
- درع المرأة : ما تلبسة فوق ثيابها ، انظر : معجم لغة الفقهاء ، لفلعجى : 208 /1 .
- انتهزتني : طردتني ودفعتني ، ونهزه نهزا : دفعه وضربة ، انظر : لسان العرب ، لابن منظور : 421 /5 .
- صفة الصفوة ، لابن الجوزي : 246 /2