مشهد لعجوز متعبدة تترنم في ليلها بحب الله تعالي
وهذه عجوز متعبدة من بني عبدالقيس تترنم في ليلها بحب الله تعالي،فعن أبي بكر الهذلي،قال:"كانت عجوز في عبدالقيس متعبدة،
فكان إذا جاء الليل ،قامت إلي المحراب.وكانت تقول:المحب لايسأم من خدمة حبيبه،فإذا جاء النهار خرجت إلي القبور.فبلغني أنها عوتبت في كثرة إتيانها المقابر،فقالت:إن القلب القاسي إذا جفا،لم يلينه إلا رسوم البلي (1)،وإني لاتي القبور،فكأني أنظر،وقد خرجوا من بين أطباقها،وكأني أنظر إلي تلك الوجوه المتعفرة ،وإلي تلك الأجسام المتغيرة ،وإلي تلك الأكفان الدسمة،فيا له من منظر كريه،لو أشربه العباد قلوبهم.ماأثكل(2)مرارته للأنفس،وأشد إتلافه للأبدان"(3).
المراجع
- رسوم:جمع رسم،وهو بقية الأثر،والبلي:الموت،والمعني اثار الأموات ، انظر : معجم العين ، للخليل 252/7 .
- الثكل : فقدان الحبيب ، ويطلق على المصيبة كذلك ، انظر : كتاب الأفعال ، لابن القطاع : 13/1 .
- صفة الصفوة،لابن الجوزي:2\503 .