إثبات أن الله في السماء
إثبات أن الله في السماء
قال الله تعالى : ﴿أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير﴾ [الملك : 16-17]
قال ابن عباس t : أي أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه؟[1]
وفي الموطأ وصحيح مسلم أن رسول الله ^ قال للجارية : أين الله ؟ قالت : في السماء . قال :"اعتقها فإنها مؤمنة".[2]
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي رحمه الله بعد إيراده لهذا الحديث في كتاب "العلو للعلي العظيم" : ففي الخبر مسألتان :
إحداهما : شرعية قول المسلم : أين الله ؟
والثانية : قول المسؤول : في السماء . قال : فمن أنكر هاتين المسألتين فإنما ينكر على المصطفى ^ .[3]
ومعنى أن الله تقدست أسماؤه في السماء أنه على السماء مستو على عرشه كما قال تعالى ﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ﴾[التوبة:2] أي على الأرض . وقال تعالى ﴿لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾[طه:71] أي على جذوع النخل .
قال الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى :
فالسماوات فوقها العرش ، فلما كان العرش فوق السماوات قال تعالى :﴿أأمنتم من في السماء﴾ لأنه مستو على العرش الذي هو فوق السماوات ، وكل ما علا فهو سماء ، فالعرش أعلى السماوات . وليس إذا قال :﴿أأمنتم من في السماء﴾ يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ، ألا ترى أن الله عز وجل ذكر السموات فقال تعالى :﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ﴾ [نوح :16] ولم يرد أن القمر يملؤهن وأنه فيهن جميعا .[4]
---------------------------------
[1] الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي (18/215).
[2] رواه مالك في الموطأ (ك العتق والولاء ، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة 2/776-777) وأحمد في المسند (2/291 ، 3/222 ، 388 ، 389 ، 5/447 ، 448 ، 449 ) ومسلم في الصحيح (ك الجنائز ح 537) وأبو داود في الصلاة باب تشميت العاطس في الصلاة ح930 وفي الأيمان والنذور باب في الرقبة المؤمنة ح3283) والنسائي في السهو ، باب الكلام في الصلاة 3/14-19).
[3]مختصر العلو للعلي الغفار ، ص81
.
[4]الإبانة عن أصول الديانة ص 120.